المجتمعات تسلح نفسها للدفاع عن حياض أوطانها , ولتحمي وجودها , ولتبقى معبرة عن إرادتها في مسيرة الحياة , وهذا سلوك فطري , ومن البديهيات وطبائع الأمور الفاعلة في المخلوقات.
أما أن تقوم المجتمعات بالتسلح للإنقضاض على ذاتها وموضوعها , فذلك أمر محير ومدمر ومذموم.
ويبدو أن النظريات النفسية المعقدة , وآليات تشكيل السلوك المتطورة , قد أسهمت بتحويل عناصر الهدف إلى قوة إيجابية تؤمِّن وصول المُستهدف له إليه.
وهذه الآلية ببرامجها الخفية لها فاعليتها المؤثرة في دفع الهدف إلى معاونة الطامعين به للتمكن منه بسهولة وبلا خسائر.
وما يجري في العديد من مجتمعات الأمة , أن نظريات الإبادة الذاتية تحقق تطبيقها بنجاح باهر , خصوصا بعد أن أصبح الدين قوة لها دورها في تحشيد المواطنين ضد بعضهم , وفقا لمنطلقات تضليلية وخطابات دجلية , ذات فحوى معززة للكراهية والعدوانية وبث الشرور.
وفي هذه الحالة المؤجَجة , تبدأ عمليات التسليح وتوزيع الأموال والعطاءات , لترسيخ السلوك العدواني وتطويره والإستثمار الأعظم بنتائجه , حتى يصبح الوطن ضد الوطن , والمواطن عدو المواطن , والحياة سقر.
وهكذا تمضي الأمور بعد أن صار الدين يتوطن الكراسي , والأحزاب المؤدينة الناكرة للوطن , تتصرف بلا رادع , فتصول وتجول وتمحق أي حالة ذات معنى وطني , أو نزعة ألفة ومحبة , وشعور بالمواطنة والرحمة والإنسانية.
فالدين القويم دم يُسفك , ودمار يطلق , وكل من عليها فان…والإنسان بلا أمان , فاذهب إلى التراب ليتمكن من الهدف الطامع بالبلاد والعباد , وكن عدوا لأخيك في كل شيئ لكي تكسب لا شيئ!!
وعليه فأن الأحوال تتدهور , والمسيرة تتعثر , والناس تتبعثر , وتتآكل الإرادة , ويذبل الوطن ويهون , والقائد الأقوى مَن يخون , فكيف سوف نكون؟!!