يقول نجيب محفوظ في إحدى رواياته : “أن العبث في الأزمان القديمة الذي هيمن على البشرية أوجد الأديان” , أما عبث اليوم فأنه على الأرجح سيتسبب بفناء الدنيا , والقضاء على النسبة العظمى من خلقها.
فما يحصل أشبه بالوهم والعبث السلوكي , المستند على تجربة الإتحاد السوفياتي في أفغانستان , حيث تم إنهاكه وإسقاطه بالضربة القاضية فيما بعد.
وما معمول به الآن أن تُنهك روسيا في أوكرانيا , ومن ثم الإجهاز عليها بالضربة القاضية , وتقسيمها إلى دويلات متناحرة , كما حصل في المنطقة العربية , وباقي الدول التي تحقق إفتراسها.
والفرق بين الحالتين أكثر من ثلاثة عقود , والتحدي أصبح وجوديا , فالقول بالإنقضاض على روسيا وإفتراسها , يعني أن أسلحة الدمار الهائل ستنطلق من مكامنها , وستتحول معظم مدن الدنيا إلى عصف مأكول.
فالقوة المهيمنة على العالم بأرضه ومياهه لن تتنازل عن عرشها بسهولة , والتأريخ يحدثنا على أن الإمبراطوريات لا تنتهي دون حروب شرسة , وما حصل للإتحاد السوفياتي حالة شاذة وغير مسبوقة.
فلا مفر من الحرب المدمرة القاضية بمحق موجود وإقامة موجود , وستكون الخسائر باهضة , لأن الأسلحة تطورت وقدرات التدمير بلغت ذروتها.
فالبشرية أكثر تقدما في ميادين صناعة الشر , وشركات ومصانع الأسلحة تتحكم بمصير الدنيا , ولا توجد دولة قوية غير خاضعة لشركات تصنيع الأسلحة , لأنها تمثل القوة والقدرة على لوي ذراع الآخر.
فالمبارزة بين الدول بالسلاح , ومَن يمتلك الأحدث تكون له اليد العليا , والذين لا يصنعون سلاحهم , كالأرانب والغزلان في سوح الغاب الدولي.
فهل أن الأرض ستتحول إلى جحيم؟
وكأنها الواقعة , فالقادم لا يمكن لخيال أن يتصوره , فهل سنبقى أم سنزول؟!!
د-صادق السامرائي