جولات العبادي والجبوري ،طلعت عن حدها، كما يقول المثل العراقى .فرئيس الوزراء ومعه رئيس مجلس النواب ،لايشغلهم شئ في هذه الايام عن الزيارات الرسمية لدول الجوار ودول الاقليم ودول العالم الكبرى والصغرى وحتى التى لا ترى الا بالمجهر !
وحجتهم،او تبريرهم ،هو انهم يريدون اصلاح ما خربه المالكي ومن قبله صدام واللذان دمرا علاقات العراق مع جميع دول العالم.والتبرير معقول ومقبول، لو كان العراق مستقرا .اما وثلث العراق محتلا من داعش ،وربع الثلثين استقل به البارزاني ،وحكومةالمحاصصة فيه خاتلة فى المنطقة الخضراء ،ولا يجرؤ لا العبادي او الجبوري على التمشي خمسة دقائق فى اى شارع من شوارع بغدا د من دون المئات من جنود الحماية !! عندها يصبح لزاما على رئسي الحكومة والبرلمان ان يهتما بالشأن الخارجي .
اما والحال غير ذلك ،فان هذه الجولات ليست سوى عبث فى عبث ..ويذهب الكثير من المراقبين السياسيين الى ان هذه الجولات لامعنى لها،فالدول الاجنبيه لن تنظر للزائر نظرة احترام وتتعامل معه بجدية اذا كان وضع بلده الامني منهاراً ،كحالنا،ووضعه الاقتصادي مزرياً ، بحيث لا يستطيع حكامه صرف رواتب الموظفين والجنود عند رأس كل شهر ،فالدول الكبرى والصغرى باتت تتعامل بالمصلحة ولا شي أخر ، ولما كانت مصالحها عندنا تكاد تكون معدومة فما يستوجبها لتطوير علاقاتها مع المفلس !!
اعتقد ان ما يقوم به العبادي والجبوري ماهو الا استغفال للعراقيين وتبديد لاموالهم فى ما لاينفع ..وانا على يقين بان المومى اليهما عاجزان عن تحقيق اى منجز امني او سياسي او اقتصادي محلي .بمعنى انهما فشلا فى الداخل،ويريدان التغطية على هذا الفشل بنشاط دبلوماسي خارجي،معتقدان ان العمل الخارجي يحتاج الى وقت طويل حتى يكتشف المواطن العراقي نجاحه او فشله .ومثل هكذا تفكير يوصف بالغباء عادة..