23 ديسمبر، 2024 4:45 ص

العبادي …بين اكثر من نار العبادي …بين اكثر من نار

العبادي …بين اكثر من نار العبادي …بين اكثر من نار

الذين يعتقدون ان السيد حيدر العبادي سعيد بعد توليه منصب رئيس الوزراء،.لابد وانهم قد وقعوا في خطأ كبير. ولو كان هذا المنصب الرفيع والذي يتقاتل عليه السياسيون في بلد غير العراق لكان اعتقادهم بمكانه. اما والمنصب هذا في العراق فالذي يفوز به كمن رمى بنفسه وسط الحريق. والعبادي قد فعل ذلك من دون تروٍ او اطالة في التفكيرقبل اتخاذ قراره بالقبول.
ان هناك اكثر من طرف طامع برئاسة الحكومة تقف خلفه قوى اجنبية دولية او محلية، و لكن الحيدري هو الاضعف من بين كل هؤلاء. لنأخذ باول الطامعين.. اولهم نوري المالكى. والذى كان العبادي واحدا من مساعديه… ويقف الى جانب المالكي معظم قيادة حزب الدعوة وكتلة دولة القانون. واذا اراد الحيدري  كسب هؤلاء، فان عليه ان يلبي مطلبين رئيسين لهم .اولهما: حمايتهم فى حال اثيرت قضايا فساد ضدهم. والثاني: ضمان مصالحهم، كما كان الحال مع المالكي. وهذان الشرطان لايستطيع الحيدري ضمانهما حتى وان اراد. ولهذا فان انحياز قيادة الدعوة اليه لا يبدو مؤكدا، اما الطامع الثاني فهو الطرف الكردي، والذي بعد ان استولى على النفط وصار يصدره علنا من دون اى اعتراض حكومى. ولا يكترث العبادي بكونه مخالفة للدستور، ولم تتوقف اطماع البارزاني الشايلوكية عند هذا. بل صار يطالب الحيدري بضم كركوك الى الاقليم وباعتراف معلن من حكومة العبادي. وهذا مالا يقدر عليه رئيس الوزراء المهدد دائماً بانقلاب الاكراد عليه. اما الطرف الثالث فهو السياسيين من العرب السنة، وهؤلاء وبعد التحوّل الامريكي الى جانبهم.. فان اقل مطالبهم من العبادي هو اقامة الاقليم السني. وهذا ما يعجز رئيس الحكومة عن الاستجابة له. لانه  سيكون قد قام بفعل فاحش على الطريق العام وفي يوم رمضاني. فالعرب الشيعة سيثورون عليه.. وهم (السياسيون السنة) يهددون العبادي بالتخلي عنه اذا  امتنع عن الموافقة على  اقامة الاقليم… ونأتي الى الطرف الرابع وهو الاحزاب والقوى السياسية الشيعية وابرزها (المجلس الاعلى والتيار الصدري) فهما الاشد ضراوة على العبادي من غيرهم. فهم يريدون منه ان يترك المالكي يمثل امام القضاء لمحاكمته عن تهم الفساد والتستر على الفاسدين وسرقة المليارات من الدولارات اثناء ولايتي حكمه. وبالطبع قد لا يكون الحرص على المال العام وحقوق الانسان هو الدافع الحقيقي، بل هو حرق المالكي ومعه حزب الدعوة. والعبادي لن يقبل  بتنفيذ هذا المطلب لعدة اسباب من بينها انه بعد تصفية المالكى سياسيا، من يضمن عدم تصفيته هوشخصيا باعتباره كان شريكا للمالكى في الحزب والحكومة.. وهم يهددون ايضاً بالتخلي عن العبادي اذا لم يقدم المالكي امام المحكمة.
ولعل كل ما ذكرنا يهون ويتصاغر امام ما سيأتي …فالامريكان يمارسون ضغوطا ثقيلة على العبادي، فهم يطالبونه بالمصالحة الوطنية، واطراف المصالحة يفرضون على بعضهم البعض شروطا تعجيزية، بل هم يخلقون او يختلقون المشاكل تهربا من الاجتماعات. ويطلب الامريكان منه الاصلاح، وهم اعرف من غيرهم استحالة ذلك. ويلحون عليه بضرورة الابتعاد عن سورية وايران، ويهددونه بانهم سيوقفون تسليح الجيش العراقى ان لم يستجب. والادهى من هذا هو انهم يشترطون عليه ان يحتكر مكون معيّن استعمال سلاح امريكي معيّن من دون باقي مكونات  الشعب العراقي.
وثالثة الاثافي(كما يقولون) هى الجهاز الفاسد(من اعلى الى فراش المدرسة)… وهذا الجهاز، لا يمكن اصلاحه الا اذا استعمل العبادي السلاح الكيمياوى. وهنا من يضمن الا تطالب واشنطن باحالته الى محكمة الجزاء الدولية.
 قد يقول قائل اني قد جعلت من العبادي مظلوم العصر، وان المصاعب التى تواجهه قد فرضت عليه، وان العيب ليست فيه. والحقيقة هي انه لم يكن مهيأ لقيادة بلد يحفل بالمشاكل مثل العراق، وهو – العراق- لا يمكن ان يدار من قبل سياسي لم يسبق له ان عمل في اي حهاز من اجهزة الدولة، بينما جل عمل العبادي كان بالمعارضة. والفرق شاسع بين هذا وذاك. ثم ان العبادي -كما يقول عنه معارفه-  بانه متردد، ويفتقر الى مزايا كثيرة لحاكم بلد كالعراق.