نحن بأمس الحاجة إلى توعية الأمة على معاني العبادة وأهدافها وقيمها فالعبادة تدعونا وتجسد فينا عمليا حب الناس..
فيجب علينا أن نعكس هذا الحب في كل تصرفاتنا لأن كل عمل يُقصد فيه وجه الله هو عبادة وحيث أن العبادة تدعونا لفعل الخير لأخواننا من بني البشر فإنها عبادة حقة وليست فارغة…
ومن هنا نجد أن الإسلام قد حرّم القتل والسرقة والاعتداء والظلم وأكل مال اليتيم والفتنة والنميمة والخيانة والكذب والغيبة والبهتان وكل هذه العناوين مؤشرات لتدهور علاقة الانسان بأخيه الانسان…
نحن سمعنا هذا الحديث(( خير الناس من نفع الناس)) والأحاديث والآيات كثيرة في هذا المجال في السعي لقضاء حاجة المؤمن وتنفيس كربته وازاحة همومه …..الخ
قال الله تعالى(( أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين))
سبحان الله التكذيب بالدين مقرون بهذه العلاقة علاقة الانسان بأخيه الإنسان!!
علينا أن لا نتصور أو نعتقد حينما يقدّم الواحد منا عطاءً لايُدخل في مصلحته الشخصية اي نفع او مكسب ، أن هذا العمل فضل بل هو واجب وفرض تفرضه علينا العبادة التي نمارسها، العبادة التي تريد منا أن نكون موضوعيين لا أنانيين فليراجع كل واحد منا نفسه…
وأنا أؤمن بأن هذه المعاني مالم تتجسد على شكل نوايا طيبة وأفعال حسنة فإنها لا قيمة لها..
حتى أن الأعمال التي يقوم بها الفرد والتي هي بطبيعتها موضوعية أي خارج حسابات المصلحة الشخصية والأنانية، هذه الأعمال لها دور تربوي في تزكية العامل وسلامة قلبه، وتخلق في نفسه الملكات الحسنة التي ترتفع به عن الشهوات المحرمة وعن التدني اي تخلق في نفس العامل أحوالا طيبة وقدرة على مصارعة الشيطان والنفس الأمارة والاهواء بدرجة أكبر واقوى…