الواضح أن الدول التي تسمي نفسها بالديمقراطية . وتراعي حقوق الإنسان وفقا لمفاهيمها المعاصرة , أخذت تلد آليات حكم غير مسبوقة , تتفوق على العقائد واِلأيديولوجيات وأنظمة الحكم السابقة , إنها آليات الحكم الفئوي التي تتحكم بمقدرات الحياة في الدول المتقدمة , ولها أجنداتها وأدواتها وقدراتها المهيمنة على مراكز القرارات بأنواعها.
ويبدو أن سلوكها قد يتخذ واجهة حزبية أو محاصصاتية , أو أي صورة أخرى للظهور على أنه بغير ما يقوم به , لكن الأفعال تفضح المكنون الجوهري وتبين أن أساليبها الإستحواذية هي السائدة والفاعلة في الكيان المعمول به.
وقد ترتدي هذه الفعاليات رداء الدين والعقيدة وغيرها , لكنها في النتيجة تدار بعقليتها ومناهجها , المعمول بها في العديد من الدول التي صارت تعز المجرمين , وتحاسب الأبرياء وفقا لما تراه ضروريا وإنسانيا , لإمعانها بأميتها السلوكية وجهلها للنوازع البشرية , فالمجرم مقدس والضحية مدنس , والأبرياء يتساقطون بالمئات كل يوم , والمجرمون يسرحون ويمرحون وفي السجون يتأسدون , ويحسب لمطالبهم ألف حساب , وإياك أن تتطاول على أحدهم فستنال شديد العقاب.
العالم يترنح في ميادين الإغتيال والخطف والتغييب , ولغة البارود والسلاح تسود , وما عاد للتفاعل الإنساني معنى وقيمة وتأثير بين الناس , فالسيف أصدق إنباءً من الخطب , فالمنابر تطلق مخدراتها ومضللاتها بتتمكن من تنويم المغفلين وإفتراس التابعين والمقلدين , فهم الأشهى على موائد المسخرين لخدمة مصالح الآخرين.
فإلى أين المسير في ظلمة الدرب العليل؟!!
بشر قاتل وبشر قتيل , والعقيد سلاح تدمير كامل وأصيل , والخاسر وطن يقبض على أنفاسه تابع ذليل , ولا خير في زمن يتأسد فيه الخشيل , ومنبع الخير فيه شحيل.
أعاجيب بها الأيام جادت
على وطن تجاهلها تداعت
أ يسجن حرها في طمر تبت
ويسجرها الغريب بما أرادت
لماذا جمعها يسعى لحتف
كأن لموتها أمم أصابت