لقد كان لتكرار الهجمات الصاروخية على مطار بغداد في الاونة الاخيرة من جهات تنوي الخراب للعراق أثر سلبي على المهتمين في شؤون الطيران في العراق وخارج العراق وخصوصا المتابعين والمراقبين وحتى مسؤولي القطاع من الجانب الحكومي ترقبا في زيادة هوة التباعد بين قطاع الطيران العراقي وبين منظمات الدولية في الطيران كالايكاو , الاياسا , الاياتا التي هي بالاساس لها من الملاحظات الغير أيجابية على نشاط الاجهزة الرقابية والخدمية في قطاع الطيران العراقي ,أضافة الى اعطاء إشارات تخوف لشركات الطيران الأجنبية التي تستخدم المطارات العراقية تجعلها تعيد حساباتها في التعامل معها كإجراء احترازي أمني.
أن من شأن هكذا أحداث وأقصد هنا أستهداف مطار العاصمة في بلد مثل العراق من ان يزيد من تباعد خطوات التقارب بين سلطة الطيران المدني العراقي والمنظمة الدولية للطيران المدني الايكاو في إجراءاتها للعودة إلى الحاضنة الدولية باعتبار أن ذلك سيضيف ملاحظة (سلبية) أخرى في سجل سلطة الطيران المدني العراقي في موضوع جدية هذه السلطة في تطبيق اللوائح والمعايير الدولية المفروضة من الايكاو، وهذه المرة سيكون الإخفاق في تلبية متطلبات الملحق السابع عشر من ملاحق الايكاو الخاص بأمن الطيران المدني, هذه السلبية ومجموعة سلبيات أخرى هي ماستمنع عودة سلطة الطيران المدني العراقي إلى الحاضنة الدولية، وخصوصا في مايتعلق بمطار بغداد ايضا والذي كنا قد نوهنا عنه كثيرا ( موضوع تشغيل المطار من قبل السلطة، حيث تجاوزت القوانين والتشريعات الدولية باعتبارها مخدم ومراقب في آن واحد).
أن التطور التشريعي في مجال أمن الطيران يهدف إلى التقليل من المخاطر والتهديدات الموجهة ضد الطيران المدني وذلك عبر الكشف والحذر والتصدي لأفعال أو محاولات أفعال تدخل غير مشروع كالذي يحصل حاليا في مطار بغداد الدولي مما يشكل مصدر خطر يمس حياة موظفي شركات الطيران العاملة في المطار بالاضافة الى المسافرين بدرجة تهديد عالية الخطورة متجاوزة بذلك تطبيق آليات الملحق أنف الذكر الذي وجد لاجل تقييم المخاطر من قبل كل دولة سلطة طيرانها تخضع لمعايير ولوائح الايكاو وتكون مستعدة لاجراء مراجعة دورية أو حسب مقتضيات الامنية للدولة بصفة مستمرة في مستوى التهديد الذي يتعرض له الطيران المدني في إقليمها وأن تنشئ وتنفذ السياسات والإجراءات ذات الصلة في برنامجها الوطني لأمن الطيران المدني من خلال أجراءات أكثر صرامة ووسائل عمل ومعدات أكثر تطورا تأخذ في الإعتبار تقييم المخاطر وتطور التهديدات للتصدي لفعل أو محاولات فعل للتدخل غير المشروع يستهدف سلامة وأمن الطيران المدني.
إن التهديد يعكس إرادة مقصودة للقيام بأفعال محظورة من قبل فئة خارجة عن القانون وبالتالي فإن التهديدات الداخلية تعتبر أفعال إجرامية من الصعب التكهن بها لإفشالها لذلك يجب على الجهات المسؤولة في الدولة اتخاذ التدابير الصارمة لمنع تكرار هكذا نوع من الهجمات الصاروخية على مطار بغداد الدولي بأسرع وقت… فلا يتحمل هذا القطاع مشاكل وأزمات أضافية قد تعصف به الى مكان لاتستطيع بعده النهوض مجددا , رسالتي للمسؤولين لعل تجد أذان صاغية .