23 ديسمبر، 2024 11:48 ص

الف تحية للطيار العراقي العاشق الذي رسم لوحة العشق  بنقاء وصفاء من اجل حبيبته ….. 
لفت انتباهي خبر الطيار العراقي الذي قاد طائرته فوق جامعة عراقية تحية لحبيبته لأنها تعتبر حادثة نادرة وفريدة من نوعها فهي تحمل ما بين طياتها تساؤلات وافكار طاغية عن الحب والعشق …..
هنا انتابتني حالة من الفرح والسرور والسعادة وانا اقرأ تفاصيل الخبر فقضية هذه الحادثة بقدر ما هي شائكة ومعقدة لمن لا وعي له ولا يدرك اهمية تواصل الانشطار الروحي بين جسدين عاشقين فهي من الجانب الاخر لها خيوط ودلالات ثورية تعبر عن المقدار الهائل من المشاعر والاحاسيس الكاملة الدسم التي يحملها الرجل الشرقي داخل عقله وقلبه تجاه حبيبته …..
فما فعله الطيار العراقي برفقة طائرته المروحية هو قيامه بعدة جولات فوق سماء جامعة عراقية تدرس فيها حبيبته والهدف من هذا التصرف هو القاء التحية عليها وابراز طاقاته الثورية كرجل عاشق يحاول بأي طريقة واي وسيلة ان يصنع لمسة حب وعشق وغرام لكي يهديها لحبيبته …..
لكن وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة سلطت الضوء الاحمر على هذه الحادثة واعتبرتها خروج عن العادات والتقاليد العسكرية وان ما حصل تصرف غير لائق وغير منطقي صدر عن طيار عراقي هو ينتمي الى اعرق المؤسسات الخدمية الا وهي وزارة الدفاع العراقية التي وجدت لكي تكون الدرع الواقي والسيف البتار لكل من يجرح سعفة من نخيل العراق وان هذا الطيار لوث زيه العسكري بما اقترفه من ذنب لا يمكن السكوت عنه وبالتالي حرمانه من صك الغفران …..
قرأت اشياءا عجيبة وغريبة تنتقد تصرف الطيار العراقي العاشق وكلها تدخل ضمن خانة الجهل والتخلف فنحن شعوب متخلفة جاهلة لا نملك اونصة من التمدن والحرية والانسانية في عقولنا فكيف نمتلكها في قلوبنا فهذا التصرف العقلاني والمنطقي اذا صدر من طيار  في احدى الدول الاوربية او في دولة مثل الولايات المتحدة الامريكية لكانت شعوبها وقفت احتراما لمشاعره واحاسيسه ولكن دوي التصفيق يعلو اضعاف طول برج ايفل في باريس ولكان تمثال الحرية في اميركا الان يعاني الصدوع والتشققات من قوة الزلزال البشري الذي كان يطلق صرخات التشجيع والتأييد للطيار العاشق …..
انا كمواطن بعيدا عن شخصيتي كمبدع رأيت في هذا التصرف الروعة والسحر والجمال الروحي الذي يقبع في دهاليز الرجل الشرقي واذا ما كنت انا في محل حبيبته لكنت الى اخر يوم في حياتي انحني اجلال وتقديرا لمشاعر واحاسيس هذا الرجل الطيار الذي جرد شخصيته الرسمية بلباسها بنياشينها ووضع مستقبله المرصع بالبطولات والانجازات في خطر من اجل ان يعبر بطريقته وان يرسم لوحة تشكيلية بتوقيعه في السماء لكي يحظى بقلب حبيبته وكبرياء انثى هي بالنسبة له النصف الاخر المكمل لروحه العاشقة فلا يحق لأحد ان يصادر ويزايد على تصرف هذه الطيار فهذا سلوك صحي صادر من رجل راشد وبالغ هو الوحيد من له الحق في اختيار السلوك والتعبير الذي يراه مناسبا تجاه حبيبته وهذه حرية شخصية لا يمكن التدخل فيها بأي شكل من الاشكال …..
فأذا ما كان ارنيستو تشي جيفارا رمز الثورة العالمية فأن هذا الطيار العراقي هو جيفارا العشق ويستحق ان تنصب له تماثيل في الحدائق العامة التي تستقبل العشاق في كل ارجاء العالم ويجب ان تطبع صورته وهو بزيه العسكري على بوستر يحتوي على مقاطع من كلمات وحروف قصائد امبراطور الشعر العربي …..
حبك يا عميقة العينين
حبك مثل الموت او الولادة
صعب ان يعاد مرتين
ويجب ان توزع بوستراته بالمجان لكل من يملك قلبا عاشقا يحمل المشاعر والاحاسيس لكي يشعر بقيمته كعاشق وكعاشقة …..
فمن انتقد الطيار العراقي بتصرفه الخالد الذي سيكتب عنه التأريخ اهان العشق والحب والغرام وحطم كل المفاهيم والقيم النبيلة الطاهرة البريئة التي تنسج خيوطها بين روحين في جسد واحد في عالم الحب والعشق والغرام …..
فتحية لهذا الطيار العراقي البطل بمشاعره بأحاسيسه بنقاء رجولته بصفاء قلبه الذي صنع للحب قيمة ثورية في هذه الحضارة اللانسانية المتعفنة المليئة ببكتيريا وطفيليات وفايروسات التخلف والجهل في العقل والقلب …..
لذا انا اطالب هذا الطيار العراقي بصفتي شاعر وكاتب ومواطن وعاشق ومدافع عن حقه في التعبير عن صدق سلوك عواطفه وجمال سحر شخصيته كرجل ان يقوم مرة ثانية وثالثة ورابعة وخامسة وان يكرر هذا التصرف وان يقود طائرة ميراج وتورنادو واف 16 ويقوم بطلعات جوية على سماء الجامعة التي تدرس فيها حبيبته وان يضع لمسته السحرية على مقود الطائرة ويتفنن في الاجواء رغما عن انف الحاقدين والكارهين للحب والعشق والغرام …..
لكن هذه المرة لن يتصاعد الغبار من باحة الحرم الجامعي هذه المرة يجب ان تزلزل ارض الجامعة وكل ما يحيط بها وصولا الى المنطقة الخضراء بدوي محركات طائرته والدخان المتصاعد منها لكي تفتح اذان واقفال عين وخياشيم انف الجهلة والمتخلفين الكارهين لمعاني الحب العذري …..
فألف تحية ايها الطيار العراقي تقدم واضرب بيد من غرام  في سماء الجامعة مرارا وتكرارا لكي تعلم حبيبتك انك جيفارا العشق ولكي يعرف العشاق انك حامل شعلة القلب فترفرف راياتهم في كل اصقاع العالم تحية لأجمل شيء نحمله في ارواحنا واجسادنا ….. الحب