22 ديسمبر، 2024 7:31 م

الشعوب الحية المتحدية تطعم نفسها , وتجتهد في صناعة الطعام وتوفيره لأبنائها , فالشعوب الجائعة واهية مستعبدة بلا سيادة , ولا قدرة على التفاعل الحي مع الحياة.
والأمم تعلمت من التأريخ أن الطعام طاقتها الأساسية للقوة والصمود والنهوض , وأمنها الغذائي من أولويات أهدافها ونشاطاتها لأنه يدرأ عنها أخطار الجوع , وويلات المجاعات التي تدمرها.
وقد تعلمت الصين من المجاعات التي أحاقت بها في القرن العشرين , وإنطلقت في مشاريع توفير الطعام , فاجتهدت في الزراعة والثروة الحيوانية وصناعة الطعام بأنواعه , حتى صار الطعام فيها فائضا ويمكنها أن تطعم غيرها من الشعوب.
وفي واقعنا العربي ثقافة توفير الطعام تكاد تكون معدومة , فالإعتماد يكون على الغير الذي يتحكم بلقمة عيش المواطن , مما يعني أن أسباب المجاعات قائمة , ويمكنها أن تحصل في أي وقت , ووفقا لإرادة المتحكم بالإطعام.
وهذا الأمر يستدعي يقظة شاملة في أرجاء الأمة , لتحفيز المواطنين على توفير الطعام , أي إطعام أنفسهم , لكي يتحرروا من قبضة الذي يطعمهم.
فكيف يطعم العربي نفسه؟
لا بد من الإهتمام بزراعة النخيل , ففي كل بيت يجب أن تزرع نخلة أو أكثر , وعليه أن يهتم بتربية المواشي بأنواعها , والطيور والدجاج , ويؤسس لمزارع الأسماك , ويجتهد في الصناعات الغذائية , ويتوجه للمحاصيل الزراعية التي يمكنها أن تصمد لفترة طويلة كالبقوليات , وأن يحترم التراب ويستغله في زراعة ما يطعمه.
فاليابانيون لا يتركون بقعة ترابية خالية من اللون الأخضر , فهم يزرعون ما يأكلون , حتى في السنادين داخل بيوتهم يزرعون ما يؤكل.
فالمطلوب وسوسة عربية في الطعام , والعمل الجاد والحازم لتوفيره , وأن تتخذ كل عائلة قرار بإطعام نفسها بنفسها , وتكتفي ذاتيا إلى حد ما.
أما إذا بقي العرب يعتمدون على الآخر في إطعامهم ويستوردون كل شيئ , فأنهم على أعتاب أخطار مجاعات متعاقبة وشديدة.
فهل من نهضة إطعام , وثورة غذائية تحافظ على قِوام الأجيال؟!!
وهل لدينا برامج ومشاريع للوقاية من الجوع؟!!