يعد الشاعر سيرغي يسنين من الشعراء الذين يصفون الطبيعة بمنتهى الدقة والروعة وقدرته على رسم الصورة الشعرية بتفاصيلها، وحتى حركة الطبيعة وجمالها في اشعاره نجدها لوحة شعريه تعكس حياة الشاعر بما فيها من انتظار وجمال وحزن وصبر وووو… والشي الجميل في قصيدة ( شجرة البتولا …) الشاعر سيرغي يسينين يصف شجرة البتولا في الشتاء وصفا دقيقا وكأنه يرسم لوحة فنية عجيبة تستحق الوقوف أمامها وتمعن بجمالها ويجعل من الثلج بطل شجرة البتولا، قائلاً:
البتولا شجرة البتولا البيضاءقرب نافذتياكتست بالثلج ،كالفضة.
ومن ثم سيرغي يسنين يصور لنا جمال شجرة البتولا رغم الشتاء القارص والثلج الذي أضفى على جمالها رونقاً جميلاً لانها اكتست برقاق الثلج، يقول: الثلج على أطراف البراعم.اورقت الغصونهداب بيضاء. تقف شجرة البتولافي سبات،وتتألق رقاق الثلجنوراً ذهبي.
حتى الفجر في هذه القصيدة جعل غصون شجرة البتولا بلون الفضة وكانما يريد الشاعر يقول لنا انبعثت الحياة من جديد، قائلاً: والفجر من حولنامتوان،ملأ الغصونلوناً فضي متجدد.
وفي قصيدة اخرى نجد حلول الليل هو البطل الرئيسي للقصيدة اذا صح التعبير لانه قدومه يبعث السكون والسكينة في الأشياء وكذلك نور القمر يجعل الأشياء ذات لون فضي وهذه الصورة الشعرية تعكس جمال الطبيعة في عيون سيرغي يسنين، يقول الشاعر:
الليل
غفا النهرواعتراه السكون،لا حفيف لأوراق الغابات،وما عاد يغرد العصفور،وسكن هدير الطائر. فقط الليلوالسكون يحيط بِنَا .وهدير النهروكل شيء من حولنااكتسى بنور القمر. اكتسى النهر لوناً فضيوالجدول والعشب،وارتوت السهوب. فقط الليلوالسكون يحيط بِنَا،وكل شيء في الطبيعةيغفو.وكل شيء من حولنااكتسى بنور القمر.
هذه الأبيات الشعرية تبين لنا مدى قدرة الشاعر سيرغي يسنين على رسم صورته الشعرية الرائعة والتي أدواتها كانت الليل وشجرة البتولا والثلج وغير ذلك، وكأن هذه الأبيات اشبه بريشة فنان اتخذت من جمال الطبيعة انعكاس لما تراه روحه من جمال ومدى تاثير هذا الجمال على الروح الشاعر.