العراق موطن أربعة حضارات وأكثر , ومنطلق أنوار العصر العباسي الذهبي , وموئل البشرية بالأفكار الألمعية الرائدة الأصيلة.
هذا العراق فيه طاقات إبداعية هائلة ومتنوعة الإتجاهات , فكرية , علمية , معرفية , أدبية , فلسفية , وغيرها.
ولا يخلو جيل من النوعية المتميزة للطاقات , وعلته أنه لم ينل القيادة الرشيدة الواعية المستوعبة لطاقاته الفوارة .
في نهاية السبعينيات من القرن العشرين بلغت الطاقات العراقية الواعدة ذروتها , فتم زج الشباب في حرب عبثية , أتت على الأخضر واليابس , وتوالدت منها حروب وحروب.
وتحقق هدر ومحق الطاقات , ليصل الوطن إلى ما هو عليه , مرهونا بالغرباء والمهتمين بمصالحهم , وما يغنمونه من إفتراسه.
أصبح الوطن موزع بين إحتلالات متزايدة , وكل ينهش من بدنه ما يستطيعه.
إن القول بفردية الإبداع وإختصاره ببضعة أشخاص أو شخص واحد , لا يتوافق وجوهر مسيرة العراق.
لأنه نهر دفاق بالمبدعين , فعلى الجميع الإقرار بقدرات الآخر , والتفاعل معه ليصنع الكينونة المتوافقة مع إرادة جوهره الحضاري.