18 ديسمبر، 2024 9:00 م

الصوت المعادي للكلمات!!

الصوت المعادي للكلمات!!

تسود الساحة الغنائية أصوات عديدة , تشن عدوانا على الكلمات التي تغنيها , خصوصا عندما يكون اللحن متوافقا مع الصوت لا الكلمات.
فكأن الأغاني تعادي نفسها!!
فالأغنية الغير قادرة على إيصال الإحساس بالكلمة للمستمع , تشارك في قتله روحيا وتدمير ذائقته اللغوية ومتعته الجمالية.
فالصوت واللحن يجب ان يرتقيا إلى روح الكلمة وجوهرها , وما تطلقه من طاقات حياة وقدرات تألق وبهاء.
الكلمة روح الأغنية , واللحن قلبها , والصوت لسان حالها المترجم لخلجات أبجديتها , وما تكنزه من إشارات ورموز وصور ذهنية وتمثلات معرفية.
والكلمات الضعيفة لا تُغنى , بل الكلمات الطيبات الداعيات للخير والمحبة , والمُخاطبات لنداءات التفاعلات الإنسانية النبيلة الرائقة.
فما أروع أن يستمع الإنسان إلى أغاني ذات تأثيرات حميدة على نفسه وروحه وأفكاره , لأنها ستوَلِّد مزاجا صالحا للحياة ورؤيتها بعيون التفاؤل , والثقة على المشاركة في بناء أركانها.
ولهذا يمكن القول بأن للأغنية دورها الإجتماعي المؤثر بوضع مسيرة الأجيال على سكة التواصل , ما بين أبعاد الزمن الذي يذوب في أوعيته الإنسان.
فلتكن أغانينا ذات قيمة فكرية ومعرفية ولغوية ولحنية , متوافقة مع إيقاعات النفس وأنغامها ونبضات الأعماق , وأمواجها المتهادية في فضاءات الذات الخفية الفاعلة في ترتيب وهندسة آليات السلوك.
وهذا يتطلب جهدا وجهودا وإجتهادا وجهادا , للوصول إلى ذروة الأفضل الإبداعي , فالأغنية أصبحت الملاذ الأصلح لإنتشال الأمة من إنحرافات الرؤى والتصورات , والبلسم الشافي من التشويش والعشوائية السلوكية , الضاربة في أعماق المجتمعات العربية تحت إدعاءات ورايات لا تعد ولا تحصى.
نعم الأغنية فيها دواء , وعلينا أن نجيد تقديمها وتعزيز دورها البلسمي , لكي تأسو أوجاع الأمة وتنقل الأجيال إلى آفاق الثقة بالنفس , وفضاءات الإقتدار على أن تكون الأمة وتتواصل الأجيال.
فهل سنغني لنبني وجودنا الرائع الأصيل؟!!