18 ديسمبر، 2024 8:11 م

الشيخ محمد علي اليعقوبي والانتخابات العراقية ثم أخوانيّاته وطرائفه

الشيخ محمد علي اليعقوبي والانتخابات العراقية ثم أخوانيّاته وطرائفه

8 – أشهر أخوانيات وطرائف شعراء النجف الأشرف
الحلقة الثامنة
بين 1775 م – 1975م
1 – مقدمة صاعقة : يقول الشيخ محمد علي اليعقوبي ( ت 1965م) عن الانتخابات العراقية من قبلُ ، وهي هي من بعدُ..!!
للانتخابات قــــــــامت *** معـــــاركٌ ومعامعْ
لكلّ حزبٍ هـتـــــــافٌ ***تستك منه المسامعْ
فللشباب طمــــــــــوحٌ **و(للشيوخ) مطامعْ
سوق الضمـائر فيها*** مابين شارٍ وبائــــعْ
ذرائعُ القــوم شتى ***والمال بعض الذرائـعْ
وليس يــــربح إلا *** من رشّحته المـــراجـعْ

2 – اليعقوبي والانتخابات العراقية :

سأشرع ( عكرف لوي) بهذا البحث الممتع الظريف اللطيف مع أخوانيات وطرائف شيخنا الشاعر والمؤرخ والخطيب الجليل الشهير محمد علي اليعقوبي رحمه الله ( توفي 1965م)
الانتخابات العراقية من قبلُ ومن بعدُ …!!
الانتخابات النيابية (البرلمانية) الشغل الشاغل للإنسان وللمجتمع بقياداته الدينية والسياسية والعشائرية ، وأنا أتكلم على مستوى العراق وبخصوصه ، فحين قامت في عشرينات القرن الماضي لأول مرة ، استعد الشعراء لها ، ووجدوها الفرصة المناسبة لنقد الأوضاع السائدة ، وإبراز الذات الشاعرة ، وهل تعتقد ان الشاب المتألق الشيخ محمد علي تفوته هذه اللقطات؟
اذا اجبت بنعم ، فاذاً أنت في خطأ مبين!!
ففي بداياتها نظم مقطوعة ، تلاقفتها الألسن ، ونشرتها صحيفة (الرعد) ، فشاعت في البلاد بين أفواه العباد ، قدّمناها ونكرر :
للانتخابات قـــــــــامت *** معـــــاركٌ ومعامعْ
لكلّ حزبٍ هـتـــــــافٌ ***تستك منه المسامعْ
فللشباب طمــــــــــوحٌ **و(للشيوخ) مطامعْ
سوق الضمـائر فيها*** مابين شارٍ وبائــــعْ
ذرائعُ القــوم شتى ***والمال بعض الذرائعْ
وليس يــــربح إلا *** من رشّحته المـــراجعْ
( المراجع) – جزماً – لا يقصد بهم ( مراجع الدين) ، إذ أنّ معظمهم – ولا أقول كلّهم – على امتداد تاريخهم لم يتدخلوا بشكل مباشر أو غير مباشر بتنصيب هذا أو خلع ذاك ، لأن هذا يقلل من شأنهم الديني ، وهو الأدرى بخفايا الأمور ، وكان الرجل من حاشية بعض المراجع الكبار ، فليس من المعقول والمنطق أن يدين نفسه ، على أغلب ظني يعني مراجع السياسة والسياسيين ، أو في عصر القصيدة لم تكن المرجعية الدينية قد انفردت لأحدهم ، والكبار منهم قد هجّروا إلى إيران ، وهم الشيخ مهدي الخالصي ، وشيخ الشريعة ، والسيد أبو الحسن الأصفهاني في بداياته. لم يكتفِ اليعقوبي بهذا…ولكن لا ندري بتورية (الشيوخ) ، هل عنى شيوخ الدين أم شيوخ العشائر أم كبار السن ؟! شيخنا اليعقوبي ليس بالرجل البسيط ، يعرف كل الشيوخ ، ويضرب على أكثر من وتر …!!
المهم كل مدعبل عند الناخبين جوز! ولو كان من طين جامد ، ولسان صامت ، فكان يرى الأعضاء تماثيل منحوته ، وهياكل ً مصنوعة، لذلك ارتجل حين سئل عنهم ببيتين قائلا:
أرى البرلمان ونـــوابه ***سكوت به ســكتة الأخرسِ ِ
تماثيل ينحتها الإنتداب ** وتعرض في قاعة المجلس
وهل تتصور أنّه سكت عند هذا الحد؟
كلا! …بل تابع أمر المجلس ، وعقد جلساته ، وإكمال نصابه ، وأهمية قرارته ، لإيقاف الخراب ،والمطالبة بالحساب ، نظم قصيدة نشرتها الصحف ، وتداولها الجمهور استهزاء بالأمور، اقرأ وتذكر:
أرأيت في بــغداد مجلسنا الذي ***أخذت مقاعدها به النــــــوابُ
نصبت على تلك الكراسي التي *** فيها هياكل كلّهــا أنصــــــابُ
نجحوا وأسباب النجــاح كثيرةٌ ** في الانتخاب ، وبئست الأسبابُ
رضيت نفوسهم بنيل مرارهـــا **** وجميع أبناء البلاد غضـــابُ
ما ضرّهم ،وقصورهم فيما ازْ ** دهت معمورة ، إنّ البلاد خـرابُ
سيطول موقفهم إذا ما حوسبوا *** حيث الجرائم ما لهنّ حســـابُ
ومن الأمور المستحيلة أنّــه *** ينجو القطيع ، وحارسوه ذئـــابُ
لا درّ درّ مجـــالس ٍ أعضاؤها ** سيّان إن حضروا بها ،أو غابوا (1)

3 – اليعقوبي: نشأته ، حياته :

خرّجت مدينة النجف الأشرف العديد من العباقرة والأعلام ، ولكن الحكومات العراقية وكعادتها ، لم تنصف العراق ورجاله ، ولم تعرف قدر عباقرته وأثرهم على مسيرة الحضارة الإسانيه ورقيها.
في الحفل التأبيني الذي أقيم بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاة اليعقوبي ، تفضل الدكتور عبد الهادي التازي سفيرالمملكة المغربية في بغداد عام (1965) بكلمة حملت بعض مضامينها : ستحمل شوارعنا بلا ريب اسم الشيخ اليعقوبي كما حملت من قبل أسماء لرجال العراق . ولا نعلم هل تم الوفاء بالعهد الذي قطعه على نفسه أم لا ، ومن الجدير ذكره ، يضم ديوان اليعقوبي عشر قصائد عن فلسطين وحدها، ومثلها لأقطار المغرب العربي الثلاثة .
4 – من الظلم سعي اثنين في قتل واحـــدِ:
يعجبني من اليعقوبي هذا التضمين الرائع والبليغ لقول ( القاضي الجرجاني ) ، كما أعجب من قبلي الأستاذ الكبير جعفر الخليلي رحمه الله ، وذلك إثر معارك ( الريف ) في المغرب ، وشموخ عبد الكريم الخطابي ( الريفي ) ، إذ تهجم شيخنا اليعقوبي على الفرنسيين والأسبان بسخرية لاذعة :
أتت زمرة الأسبان تترى وخلفها **الفرنسيس في جيش ٍ على الريف حاشدِ
فيا دولتـي بغي حدا الظلم فيـهما **** إلى حرب شـعب ٍ ماله من مسـاعـدِ
حنانا على الريف الضعيف فأنّـــه *** من الظلم سعي اثنين في قتل واحـــدِ
يعتبر اليعقوبي من الطبقه الأولى من بين شعراء عصره ، إن أنصف الحكم – إذا أستثنينا الجواهري ، فهو حالة متميزة – لسهولة شعره الممتعة ، وجزالة لفظه ، وعذوبة نغمه ، وقوة معانيه المبتكرة ، وسرعة بديهته
.
5 – فالشعر ما ترتاح عنـد نشيده كل ّالعواطفْ:
ففي مقطوعة من قصيدة نظمها سنة 1344هج – 1926 م ، ونشرها في مجلة ( الفضيلة ) ، قال عن الشعر :
ما الشعر ، ما رقم اليراع**** منمقا فيه الصحائــفْ
فالشعر ما ترتاح عنــــ *** ـــــد نشيده كل ّالعواطفْ
تصغي له الأسماع مـــن ***طرب ٍ، وتهتزّ المعاطفْ
الشعر ما تكسوه رقّــّــ *** ـة لفظه أسنى المطارفْ
وحوت معانيه الحقـــــا **ئق والطرائف والظرائفْ
هذا شعره ، وهذا منهج مسيرته الأدبية .

6 – ولي مقول ٌ في الشعب ناه ٍ وآمرُ:
أما خطابته ، فهو الخطيب المفوّه الذي يسحرك بنبراته الجياشة ، وقصصه التاريخية الممتعة لما يريد أن يدلك عليه من تجارب الأولين ، وأخبار الماضين بأسلوب جذاب ، فتسمع ولاتمل ،بل تستزيد ، وشواهده الشعرية الممتعه والمكملة للمعنى الذي يريدك أن تذهب إليه فرضاً ، وأنت طائع مطيع ! ، وكانت هذه شغلته ومهنته ،وشغله الشاغل ، ولم يقبل لها بديلاً ، لأن ببساطة على المنبر هو الآمر الناهي ، وعلى الكرسي هو المأمور المنهي ، وقد صرح بذلك صراحة ، عندما أغرته السلطات بمنصب رفيع لاستمالته وإسكاته وسكوته عن النقد الفاضح ، والتصريح الجارح قائلاً :
أأرتاح بالكرسي مزدهيا به *** وتهتز ّ من شوق ٍإلي ّ المنابرُ ؟
وأضرع مأمورا لناه ٍ وآمرٍ ***ولي مقول ٌ في الشعب ناه ٍ وآمرُ
رضيت لنفسي في الحياة بمقنعٍ ٍ** من العيش يأباه خطيب ٌ وشاعرُ
ولم أدخر غير القناعة ثروة ً***وتلك التي تبقى وتفنى الذخائرُ
7 – أما بحوثه التاريخية .. فهو باحث قدير ، ومحقق ثبت ، وعلامة مقتدر ، وأديب كبير . وكان الرجل الشيخ حسن المعشر ، لطيف الدعابة ، خفيف الروح ، طيب القلب ، بسيطاً مع البسطاء ، عظيماً مع العظماء ، هكذا عرفته جاراً لنا في محلة البراق ، وهكذا عرفته خطيباً في مجالسنا ، أو عندما يقضي شطراً من ساعات المساء – أحياناً في ( براني بيت جدي ) ،وهكذا عرفته وأنا في شرخ الشباب عن بعد ، وفهمته عند كهولتي بعد مماته عن قرب ، إنه رجل عملاق .. وهو الآن أمامي بقامته المربوعة التي تميل إلى القصر ، وأكلتها سنوات العمر ،ونظاراته بزجاجيتيها الشفافتين أمام عينيه الصغيرتين الثاقبتين ، تجلس معه ولا تود أن تفارقه ، الزمن الطويل قصير بحضرته ، والساعات تنقلب معه دقائقاً ، رحم الله شيخنا الجليل , ورحم الله تلك الأيام.
8 – ولادته :
ولد شيخنا اليعقوبي في النجف الأشرف (2) في شهر رمضان المبارك سنة 1313 هـ / 1895 م واسمه محمد علي بن يعقوب بن جعفر بن ابراهيم النجفي 3) , كان والده فاضلاً أديباً شاعراً تخرج على يد السيد أبراهيم الطباطبائي النجفي الشاعر المشهور (4) ، حمله والده معه في هجرته إلى الحلة وهو صغير فنشأ فيها محاطاً برعايته ، وقرأ القرآن الكريم على يد السيد سليمان وتوت (5) ، ثم أخذ يختلف على دار السيد محمد القزويني، فرعاه وأحسن رعايته ، وشجعه على حفظ الشعر وفهمه ( 6) ، ولازم الشيخ محمد حسن أبا المحاسن وتخرج عليه ( 7) وهاجر من الحلة الفيحاء 1333 هـ / 1913 ، فسكن قرية جناجة ،ثم هاجر إلى السماوة (8) ، وأمتهن الخطابة ، وعندما سقطت بغداد 1916 م لجأ إلى النجف (9) وبعدها انتقل إلى الحيرة وكانت الحيرة تشتهر بأنتقائها الخطباء ، فمكث بها إلى 1923 م ، وانتقل منها إلى النجف .
9 – تأسيس جمعية الرابطة الأدبية :

في سنة 1932 أسست جمعية الرابط الأدبية وكان عميدها السيد عبد الوهاب الصافي ومن أعضائها المترجم له , وبعد فترة عُين الصافي قاضياً ، فانتخب اليعقوبي عميداً لها إلى آخر حياته ( 10) ، ومما يذكر أن السيد عبد الوهاب الصافي لما كان عميداً للجميعة ، وكان يكثر من زيارة الشيخ محمد رضا الشبيبي ، إذ كان وزيراً للمعارف ويرهقه بإطراء الرابطة ومشاريعها وأعمالها حتى تضايق الشبيبي ، فقال للصافي ، أنت مريض بذات الرابطة ، فلما انتقل الصافي إلى سلك القضاء ، كتب شيخنا اليعقوبي إلى السيد الصافي ممازحاً بعد أن اشتهر الصافي بـ ( ذات الرابطة ) :
ياصاحب الذات التي أعيا الورى ****منها شفاك ولات حيت شفاءِ
عوفيت منهـا وابتليت بغيرهـا **** من ذات رابطة لذات قضاءِ
والشيخ اليعقوبي على مايبدو أيضاً أبتلي هو الآخر بـ (ذات الرابطة ) ، لأن هذا الواجب الإنساني يحتاج إلى جهد جهيد ، فكتب اليعقوبي ، مرة ثانية للسيد الصافي قائلاً :
ياصاحب الذات التي***علقت به طول الزمان
أشكر إلاهــك إنّه **عافاك منها وابتلاني(11)

10 – بزوغ نجمه الخطابي: كأنك موسى والعصا عنده العصا!!
بعد أفول نجم السيد صالح الحلي ، بدأ نجم اليعقوبي بالصعود وهو يتلألأ، ويشيع أكثر يوماً بعد يوم (12) حتى أصبح سيد المنبر الحسيني ، له اليد الطولى في توجيه الناس وإرشادهم (13) واشتهر في المدن العراقية الكبيرة ، وصار لمنبره وزن كبير ، ولشخصيته مكانة في النفوس ، لما إمتاز به من غزارة العلم ، وجمال الأدب، ورقة الطبع ، ونقاء السريرة (14)،ثم أنّ المرجع السيد أبا الحسن ( رحمه الله ) بالتزامه للشيخ اليعقوبي ، ومساندته له ، وحضور بعض مجالسه ، شجع الناس على الإحتفاء به ورفع ذكره. ومما يذكر الأستاذ جعفر الخليلي في ( هكذا عرفتهم ) : وقد رآه مرة السيد أبو الحسن يمشي في معيته وهو في طريقه إلى الحرم الشريف متعثراً فسأله عن عصاه ، وكانت لليعقوبي عصا هي دون الصفصاف الرخيصة الثمن ، فقال اليعقوبي : لقد كسرت عصاي أمس ، فناوله السيد أبو الحسن عصاه ، وهي عصا من الأبنوس الثمين ، فكان من أكبر رموز التقدير ان يدفع المرجع الروحي الكبير بعصاه التي يستعين بها إلى أحد في وسط ذلك الجمع الغفير ، الذي اعتاد أن يحيط السيد أبا الحسن في أثناء سيره ،فقبلها اليعقوبي شاكراً، ولم يسر بضع خطوات في الطريق حتى تقرب من السيد أبي الحسن، وأنشده قائلا :
أبا حسنٍ ٍلا غرو أن ألقت العصا ****يدٌ منك أبصرنا مواهبهــا فيـضا
كأنك موسى والعصا عنده العصا ***وإنّ اليد البيضاء منك اليد البيضا (15)
11 – مؤلفاته : ستنفعني في يوم تفنى الذخائرُ.
وخلّف اليعقوبي عدة دواوين ومؤلفات منها ( الذخائر ) ،وتتضمن حوالي خمسين قصيدة في مدح ورثاء أهل البيت طبعت سنة 1949 م ، وقدصدرها بالبيتين الآتيين ، ولاتفوتك طبعا التورية في شطر البيت الثاني :
سرائر ودٍّ ٍّللنبيّ ّورهطــــــــــه *** بقلبي ، ستبدو يوم تبلى السرائرُ
وعندي ممّا قلت فيهم (ذخائرٌ ) *** ستنفعني في يوم تفنى الذخائرُ
والمقصورة العلية قصيدة من (450) بيتاً في سيرة الإمام علي (عليه السلام ) ، طبعت سنة 1925 م ، والرجل – والشيء بالشيء يذكر- بسبب عقيدته وبيئته و التزامه الديني ، كثير التعلق بالإمام ( ع ) وزياراته الدورية لحضرته ، وفي إحدى السنين شكا الشيخ ألماً حاداً أصاب عينه ، منعه من زيارة 27 رجب المخصوصة لأمير المؤمنين (ليلة المحيا ) ، والدنيا قامت قيامتها عنده،والسيد جواد شبر الخطيب كان يعوده ، فأنشده اليعقوبي متحسراً لعدم قدرته على الزيارة ، ومعتذراً لإمامه قائلاً :
أبا حسن ٍ عذراً ، إذا كنت لم أطق ****زيارة مثواك الكريم مع النــــــــاس
فلولا أذى عيني ورأسي لساقني ****إليك الولا سعياً على العين والرأس
ومثل هذا الرجل الذي يُعتبرخادما لآل البيت قولاً وفعلاً ، عنده الزيارة تعادل الدنيا وما فيها ، وقالها بصريح العبارة :
قالوا ترى الأيام قد أدبرت ****عنك، وزادت في تجنيها
فقلت :حبي لبني المصطفى ****خيرٌمن الدنيـــا وما فيها
وللشيخ ديوان شعر يتضمن القصائد الوجدانيه والوطنية والتاريخية طبع سنة 1928 م ، و ( البابليات ) ثلاثة اجزاء طبع سنة 1952 م , وحقق الشيخ اليعقوبي عدة دواوين لشعراء , كاد يطويهم الزمان بعد أن جمع شعرهم ودققه وحققه ,, كالشيخ صالح الكواز ، والشيخ عباس الملا علي ، ووالده الشيخ يعقوب الحاج جعفر ، والشيخ عباس شكر ، والشيخ محمد حسن ابي المحاسن (16) .

12 – وفاته :
توفي الشيخ اليعقوبي رحمه الله في النجف الأشرف فجر يوم الأحد 21 / جمادي الثانية سنة 1385 هـ – المصادف 17 / 10/1965 عن سبعين عام .
رحم الله اليعقوبي إنساناً وشاعراً وخطيباً ومؤرخاً ومحققاً .

13 – قالو عنه:
قد وصفه الأستاذ توفيق الفكيكي في جريدة الهاتف مرة قائلاً : الأديب البارع ، والشاعر المبدع المخترع ، والمؤرخ الضليع المتتبع ، والخطيب المصقع الذي يتصرف بالعقول والقلوب من فوق منبره ، مملوء الإهاب بالفتوة ، ذكي الفؤاد , مرهف الحسّ ، قوي الذهن ، سريع الخاطر، حاضر البديهية ، ذو شاعرية فياضة دفاقة ، وما فيه عيب إلاّ انّه حلو المذاق ، وريحانة الندماء (17) ،ويقول عنه السيد جواد شبر في ( أدب الطف ) : أديب خطيب وباحث كبير ،علم من أعلام الأدب ، وسند المنبر الحسيني ، له اليد الطولى في توجيه الناس وإرشادهم ، ولا زالت مواعظه حديثاً معطراً ، لايكاد يملّه جليسه ، فمن أشهى الأحاديث حديثه ، وما جلس إلا وتجمع الناس حوله من الأدباء وأهل الذوق الأدبي يتوقعون نوادره وملحه ، وأحاديثه الشهية ( 18) ، ويقول الأستاذ جعفر الخليلي : اليعقوبي من أكثر الشعراء المعاصرين الذين يزخر شعرهم بالبديع من الجناس والتورية والأمثال والتضمين الذي يرسله عفو الخاطر دون تكلف ودون تعقيد (19) ، ونعته العلامة الشهير والمحقق الكبير ( اغا بزرك الطهراني) (20 ) في كتابه ( نقباء البشر ) : خطيب شهير ، وشاعر كبير ، وباحث فاضل .. وقد سطع نجمه في مجال الأدب ونوادي الشعر ، وذاع اسمه وبرز في الخطابة ، واشتهر في المدن العراقية الكبيرة ، وصار لمنبره وزن كبير ، ولشخصيته مكانة في النفوس لما امتاز به من غزارة الفضل ، ورقة الطبع ونقاء السريرة (21) ، أما الشيخ علي الخاقاني بالرغم من تحفظه عليه نتيجة حزازات شخصية في قلبه عليه لا يتسع المجال لذكرها ، فقد شهد بأنّه خطيب شهير ، وأديب معروف ، وشاعر رقيق (22) ثم ذكره قائلاً : وهو إنسان مرح الروح ، لطيف المعشر ،رقيق الحديث مليح النكتة ، قصاص بارع ،وفكِه متين ، متواضع ما وسعه التواضع (23) .
14 – طرائفه ومواقفه الوطنية :
الرجل وطني غيور على مصالح شعبه ، وقضايا أمته ، وشاعر ثائر ، لا يخشى لومة لائم في قول الحق ، وإظهار الحقيقة ، يتمتع بجرأة أدبية كبيرة ، وقدرة على نظم البيتين والثلاثة حيث تسير مسير الأمثال على ألسِنة العامة والخاصة ، مما تسبب إحراجاً كبيراً للسلطات (24)، وكان الأجدر بها أن تتقبل النقد ، وتصلح نفسها ، وتتنبه إلى أخطائها ، وتقوم المعوج .
15 – قد عزّ يا انكلتـــــرا مـــــا تبغيـــن:
أثناء الحرب العالمية الأولى ، عندما كانت ألمانيا تحارب إلى جانب الدولة العثمانية ، دول الحلفاء،كان الألمان يركزون قسطاً كبيراً من دعايتهم حول منطاد ( زيبلن ) ،وهو منطاد ضخم جداً يحلق عاليا في السماء وترسله المانيا لقصف لندن وباريس ، وتدعي انه يَحدث دماراً كبيراً لعظمته ، ومن طريف ما يذكر في هذا الصدد أن الشيخ اليعقوبي نظم قصيدة أثناء حصار الكوت ، أشار فيها إلى منطاد زيبلين ، ومبلغ التدمير الذي أحدثه في لندن ، وهذه بعض أبيات منها :
لله جيش المسلميـــن المنعـــوتَ *** كلّ حجي قد عــــاد منه مبهــوتَ
صال على انكلترا وهي الحوت *** ولم يزل يطردها حتى الكــوتَ
من بعد ما جاست خلال سلمـان
قد عزّ يا انكلتـــــرا مـــــا تبغيـــن *** وراءك اليوم عن المــعصومين
ليس الـعراق مثلـما تظنيـــــن ****فلندن حــــام عليها زبــــــلين
يقذفها قنــــــــابلاً ً ونيـــــــران (25)
16 – الموصل الحدباء رأس بلادكم:
وثار الشيخ اليعقوبي على طلب تركيا بإلحاق الموصل الحدباء إلى أراضيها في مؤتمر لوزان الشهير سنة 1923 م ، بأعتبار أن الموصل كانت خارج النفوذ البريطاني عند إعلان الهدنة عام ( 1917) ، واستمرت المشكلة فترة من الزمن واعتبر اليعقوبي ، إن الموصل رأس العراق ، ولا يمكن أن يعيش بدونه ، فقال مخاطباً المجلس التأسيسيي :
ياأيها الـــنواب صونوا شعبكم **** بالاتـــحاد وبالحجى والبـــاسِ ِ
الموصل الحدباء رأس بلادكم **** والجسم يفنى بعد قطع الراسِ (26)
17 – ولندن ليس بها حامية:
وعندما اصطدم العراق بالجيش الإنكليزي عام 1941م إبان الحرب العالمية الثانية ، نظم اليعقوبي قصيدته اليائية التي أنشدها في دار الرابطة الأدبية في النجف ومطلعها :
بالشعب قد عاثت يد عادية *** فجددوها نهضة ثانية (27)
ومنها البيت :
جاءت لتحميك على زعمها ***ولندن ليس بها حامية
قد نشرتها أمهات الصحف العربية ، وأذيعت من أغلب المحطات العربية حتى لقد كان المستر (بيرون) الذي كان رئيساً للعلاقات البريطانية ، كلما رأى أديباً قائلاً اختصر: ( ولندن ليس بها حامية ) ، ثم يسأل على سبيل المزاح والتهكم كيف صحة اليعقوبي ؟! (28)

18 – يا قوم : ما الأحزاب غير سحابة ٍ *** جوفاء ترعد في السماء وتبرق
وعلى مايبدو أن اليعقوبي ( رحمه الله ) ، قد خاب أمله في أواخر أيامه , واعتصر قلبه الالم لما وصلت اليه الأوضاع السياسية من عدم انسجام وطني يلم شعث الشعب ، فسمعت منه قصيدة في إحدى المناسبات أتذكر منها هذا البيت وهو الشاهد :
سل ثورة العشرين أين رجالها *** فجهادها وجهودها ذهبت سدى !!
وعلامات التعجب لكاتب هذه السطور ، وله بيتان آخران من ضمن قصيدة ألقاها في جامع الهندي في النجف بمناسبة ذكرى ميلاد الإمام الحسين (ع ) سنة 1964 ، قبل وفاته بسنة ، وكان العراق حينها يمرّفي ظروف بالغة الخطورة والصعوبة،والصرعات السياسية وصلت إلى درجة لا يمكن السكوت عنها ، فقد سخط على الأحزاب السائدة ،وهذا رأيه ، وعلى أغلب الظن ، كان يمثل وجهة نظر المرجعية , يقول فيهما :
يا قوم : ما الأحزاب غير سحابة ٍ *** جوفاء ترعد في السماء وتبرق
طورا بهم فهدٌ يســـــود وتارةً *** يتزعم القطـــــرين فيهم عفلق
ونقول لو أدرك شيخنا هذا الزمان ما ترى سيقول ؟!

19 – بغداد قد جُبيت للغرب ثروتــها *** والشعب ثروته تَجبى لبغـداد
على كل حال يحفظ الجيل المعاصر للشيخ اليعقوبي كثير من نتفه السياسية ، ونحفظ معه هذه النتف ،وأرتأينا أن نذكر ما يسرّ الخاطر :
قد أصبح الوطن المسكين بينهم ****حباله نصبت في كف صيادِ
بغداد قد جُبيت للغرب ثروتــها *** والشعب ثروته تَجبى لبغـداد
20 – خلّص عبادك من طه وياسينِ:
ولمّا تولّى ياسين الهاشمي رئاسة الوزراء ، وأخوه طه رئاسة أركان الجيش ، ضربهما دفعة واحدة ، ولا أعتقد ستفوتك التورية في البيت الثاني عن سورتي ( طه ) و (ياسين ):
قالوا وزارتكــــــــــم ياسين يرأسها *** ويرأس الجيش طه في الميادين ِ
يا ربّ ( طه ) و( ياسين ٍ) بحقّهما **** خلّص عبادك من طه وياسينِ
21 – أضرّ على البلاد من الجرادِ:
واحفظ له بيتين من بحر الوافر – من بعض ما أحفظ له منذ مطلع الستينات – يعبران أجمل تعبير عن ضرر الفساد الأداري للمجتمع , وكيانه الأقتصادي,وبعده الأخلاقي:
آلا قل للوزارة وهي تبغي*** مكافحة الجراد عن البــــلادِ
فهلا كافحت في الحكم قوماً ***أضرّ على البلاد من الجرادِ
22 – فاستقبـــــــــل الشعب الوزا *** رة بالصلاة على محمدْ
ولما شكّلت وزارة ( أرشد العمري ) ، قد تناولها بداية بالاستهزاء من التقلبات السريعة، ولم يكن يحمل ضغينة على العمري ، بل لم يكن يعرفه أصلاً ، فالسخرية عامة :
قالو الوزارة شكلــــــــــــت *** بــرئاسة العمري ارشدْ
فاستقبـــــــــل الشعب الوزا *** رة بالصلاة على محمدْ
23 – بيت الله ولينين …!!
ومن سخرياته اللاذعة ، وصوره للمفارقات البارعة ،عندما أدّى الرئيس العراقي عبد السلام عارف العمرة ، وعاد إلى العراق ، سرعان ما شدّ الرحال ليزور موسكو ، ويضع أكليلاً من الزهور على قبر لينين ، خاطبه الشاعر قائلاً :
بالأمس كنت ببيت الله مــــعتمرا ً *** ترمي الجمار على مآوى الشياطين ِ
واليوم ترمي أكاليل الزهور على *** **ضريح قبر ٍ بنوه فـــــــــــوق لينين (29) ِ
لا أخالك تختلف معي أن الصورة مضحكة ، والمفارقة ملفتة ، والشيخ كان يعرف العرف الدبلوماسي ، والوضع الرسمي ، ولكن التوقيت الغريب ، للرئيس العجيب ! جلب هذا الشعر المصيب ، لأعين الرقيب !

24 – منازل قد كانت بهنّ العواهرُ:
ليس بعيداً عن السياسيين ، فالشيخ يحمّل هؤلاء المسؤولية الكبيرة في تردي الأوضاع الأقتصادية ، وتفشي الفساد الأداري بين صفوف المجتمع ، هو لايحتمل الضررالواقع على غيره منهم، فكيف الحال إذا مسّه الضرر مباشرة ، وبشكل مبين من موظف مستهين ، أحكي لك:
تم توزيع قطع أراضي في النجف على علماء الدين إبان حكومة الدكتور فاضل الجمالي ، وعند مراجعة شيخنا إحدى دوائر بغداد المختصة لتنفيذ القرار ، استغفل الموظف المسؤول الخطيب المشهور ، وكان يجهله لجهله بالأمور ، فأعطاه رقماً وهمياً لا أساس له ولا راس ، وعند ذهابه للنجف لغرض تسجيل القطعة باسمه لدى الدائرة العقارية ، أخبره الموظف النجفي لا وجود للرقم المزعوم في سجلات القيد المرسوم ، وما هذه إلاّ حيلة ، فعاد خائباً إلى بغداد ، ولكن توجه إلى مكتب رئيس الوزراء ، وكان الرئيس نفسه قد أصدر أمراً – في الفترة نفسها – بغلق دور الدعارة في محلة الصابونجية البغدادية ، دخل الشيخ الجليل على الدكتور الجمالي ،استقبله الرجل استقبالاً حافلاً ، يليق بمن مثله ، وطلب منه الجلوس ، رفض الشيخ اليعقوبي هذا العرض ،وقال له : أقرأ عليك هذين البيتين:
قالوا ببغداد الجمـــــالي قد محى*** منازل قد كانت بهنّ العواهرُ
فإنْ طهّرت تلك المنازل لم تكن ***لتطهر من أبنائهنّ الدوائـــــُر
وعندك الجواب ، ما كان الحساب!

25 – الناس تضربه الذيول ** وأنت تضربك الصدورُ
ومما يثير الإعجاب ، تناوله قضية إحالة القاضي الشرعي التمييزي الشيخ محمد بن الشيخ طاهر السماوي (1292-1370 هج\1876-1950م) على التقاعد بأمر صادر من السيد محمد الصدر رئيس محكمة التمييز العليا في حينه – أصبح السيد رئيسا للوزارة ولمجلس الأعيان… مرات – وليس بناء على ذيل قانون انضباط الموظفين.
فصرخ الشيخ السماوي القاضي:
(ما ضربني الذيل ، ولكنه الصدر) .
فتلقف الشيخ اليعقوبي صرخته مضمناً مورّياً… قائلا:
قل للسمــــــاويِّ الذي ** فلك القضاء به يـــدورُ
الناس تضربه الذيول ***وأنت تضربك الصدورُ
تورية الذيول والصدور توضحت من مقدمة الحديث، أمّا القضاء فهو تورية عن المنصب الوظيفي العدلي ، وليس القضاء والقدر كما يتوهم بعض القراء.

26 – ثارت عليك ضغائن (السوداني)
ومن مواقفه الأدبية الطريفة مع الشيخ كاظم بن الشيخ طاهر السوداني (1303-1379هـ \1885-1959م) ، كان الأخير لا يميل إلى المتنبي ، ويعتبر شعره مسروقاً ، ويثور على كل من يفضله على غيره من الشعراء، حتى أنّه هجا المتنبي بقصيدة ، فتناوله الشيخ اليعقوبي مخاطباً المتنبي – وكان اليعقوبي شديد الإعجاب به -:
يا ابن الحسين ، وقد جريت لغايةٍ *** قد أجهدت شعراء كلّ زمــــان ِ
لكنّما الســـــــودان حين هجوتهم ** ثارت عليك ضغائن (السوداني)
ولاتخفي الإشارة إلى هجاء المتنبي لكافور الأخشيدي، وخصوصا قوله ( لاتشتري العبد إلا والعصا معه…)!!

27 – (واذاأتتك مذمتي من ناقصِ ِ):
ومرة ثانية يخاطب الشيخ السوداني نفسه – كأنما ما كفاه ما قد رماه – بشكل أقسى وأمرّ ، اقرأ وركّز على التضمين لشطر بيت المتنبي الشهير:
ياهاجياً ربّ القوافـــــــي أحمداً****بلواذع من نظمه وقوارص ِ
حسبي وحسبك في جوابك قوله **(واذاأتتك مذمتي من ناقصِ ِ) (30)

28 – ودع القوم يهلكون ظمـاءا:

ونختم حديثنا عن الشيخ اليعقوبي ، بذكر – متصرفين بصياغتنا ، موجزين وفق مرادنا – مانقله الشيخ محمد الخليلي بمقالة كتبها في أواخر أربيعينات القرن الماضي (31) ، أقام نادي (المتنبي) في الكوفة حفلة تكريمية لقائم مقام النجف السيد حسن الجواد ، ألقى الشاعر المبدع الشيخ علي البازي قصيدة ختام الحفل ، قال فيها مخاطباً الجواد:
أفي مثل عصر النور نحيــا بظلمةٍ ***ومثلك فينا يملك النهي والأمرا
على النهر من شاطي الفرات بيوتنا **وأكبادنا ممــــــــــــا تكابده حرّى
وما ان انتهى البازي من شعره حتى انبرى اليعقوبي مرتجلاً ومداعباً ومخاطباً الجواد نفسه:
لا تعر أهل كوفة الجند سمعــاً ***ودع القوم يهلكون ظمـاءا
كيف تسقي يا ابن الجواد أناسا ً **منعوا جدّك الحسين الماءا
كانت مداعبة الشيخ اليعقوبي مفارقة لطيفة، ومبادرة غريبة ، طلب الحضور تشطيرهما من السيد محمود الحبوبي ، فشطرهما في الحال ضاماً صوته لصوت صديقه الحميم اليعقوبي ، وأيده الشيخ عبد الغني الخضري ، ولكن الشيخين محمد الخليلي والبازي دافعا عن الكوفة وأهلها، ومما قاله البازي الجميل:
لا تعر أهل كوفة الجند سمعـــــاً ***عجبا منك, يطلبون جفاءا
ويقولون لا تجبـــــــهم بشـــيءٍ *** ودع القوم يهلكون ظماءا
كيف تسقي يا ابن الجواد أناســاً **** وسواهم يكابدون العناءا
أو ترضى أنْ تعد من حزب قومٍ *** منعوا جدك الحسين الماءا؟
رحم الله ما فات على شاطئ الفرات ،الماء يجري ، والنفوس تغلي ، أمّا ما هو الآن الحال ، فأنّه لا يمر ببال.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع (الشيخ محمد علي اليعقوبي, نقد سياسي ساخر…) مقال بقلم محمد جواد الغبان\موقع حزب الفضيلة اللاسلامي\الشعر
(2) يذكر الشيخ علي الخاقاني في ( شعر الغري ج9 ص 505 انه ولد بقرية ( جناجنة) عند آل مرزوق يوم هاجر والده من النجف الى اطراف الحلة. اما اغلب المصادر تجعل ولادته في النجف الاشرف . راجع ( نقباء البشر ) لاغا بزرك الطهراني . القسم الرابع ص 1560-1563 ( ادب الطف ) للسيد جواد شبر ج10 ص 194 ( فلسطين في شعر النجفي المعاصر ) د. محمد حسين الصغير ص203.
(3) نقباء البشر: المصدر السابق.
(4) الامين : السيد محسن ( اعيان الشيعة ) م 10 ص 314.
(5) نقباء البشر : المصدر السابق.
(6) المصدر السابق : الخاقاني ج 9 ص 505 ،ادب الطف :المصدر السابق.
(7) نقباء البشر : المصدر السابق.
(8) شعراء الغري : ص 5 .
(9) المصدر نفسه.
(10) نقباء البشر : المصدر السابق.
(11) مجلة الموسم العدد ( 109) 1991 م ص 607 نقلنا الرواية.
(12) الخليلي : جعفر ( هكذا عرفتهم ) ج2 ص146.
(13) شبر : جواد ( أدب الطف ) ج 10 ص 194 وما بعدها.
(14) نقباء البشر ( المصدر السابق.
(15) هكذا عرفتهم : ج2 ص 155.
(16) أدب الطف ج10 ص 194.
(17) هكذا عرفتهم / جعفر الخليلي ج2 ص147.
(18) جواد شبر ( ادب الطف ) ج10 ص194 وما بعدها.
(19) هكذا عرفتهم / المصدر السابق / ص157.
(20) اتذكر الكلمة التابينية للشيخ اغا بزرك الطهراني ( قدس) قد بداها( وتقدرون فتضحك الاقدار) ثم اردفت الكلمة التي القيت نيابة عنه ما معناه : كنا قد ذخرنا الشيخ اليعقوبي لرثائنا , واذا بنا نرثيه .
(21) نقباء البشر /القسم الرابع /ص1560 – ص 1563 للشيخ اغا برزك الطهراني.
(22) الخاقاني : علي / شعراء الغري / ج9 ص 505.
(23) المصدر نفسه ص 506.
…) ط ثانية 1984 ص203. (24) الصغير :محمد حسين (فلسطين
(25) الوردي: د.علي (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث) ج4 ص22.
(26) مجلة الموسم \ العدد 9-10 – 1991 ص18-19.
(27) ادب الطف: ج10 ص196.
(28) هكذا عرفتهم: ج2 ص156.
(29) الموسوي: عبد الصاحب، حركة الشعر في النجف الاشرف \ص429.

(30) ادب الطف\ مصدر سابق الجزء العاشر ص148.
(31) مجلة (البديل) النجف الاشرف\السنة الثانية العدد3 \ محرم 1366هـ -كانون الاول 1946.