23 ديسمبر، 2024 9:01 ص

الشعب يريد الحياة

الشعب يريد الحياة

نعم، هذا ما اثبتته الايام الماضية منذ الأول من تشرين الأول (الشهر الميلادي العاشر)…
الشعب أنتفض ولم يثني عزيمته وابل الرصاص الذي حصد أرواح مئات الأبرياء والاف الجرحى..
بل زاده القتل الوحشي اصرارا وعزيمة على الإستمرار…
الشعب العراقي كأنه ورث من الحسين شيئا من مظلوميته في فاجعة كربلاء..
كل شعوب المنطقة والعالم تتظاهر او تحتج او تعتصم او تقوم بالإضراب او حتى العصيان المدني ولكنها لا تجابه بالرصاص والقتل الوحشي…
لكن شعب العراق المحروم من كل شيء حتى الماء والكهرباء والدواء وفرص العمل يتظاهر سلميا إلى درجة أن الشعوب تعلمت من هذا الشعب التظاهر السلمي ومع ذلك يجابه الشعب بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه مع وابل من الرصاص الحي القاتل…
الفاسد علاوة على فساده يقتل ضحايا فساده بدم بارد..
لكن الشعب لا يخشى الرصاصات
الشعب يريد الحياة…
واذا أراد الحياة فسوف لن ينفع معه إرهاب الفاسدين..
الشعب خلع هذا الثوب الذي خاطه الامريكان المحتلون بنظام سياسي جديد فاسد قوامه المحاصصة الطائفية المقيتة…
وكان الثمن هو مئات الآلاف من القتلى وملايين المهجرين ومليارات الدولارات المسروقة من المال العام التي دخلت جيوب الفاسدين…
هذا الثوب الامريكي المقيت الذي فرح به حتى اعداء امريكا..
الشعب أنتفض لكي يخلع ثوب محاصصة الفساد…
نعم الشعب انتفض أخيرا رغم محاولات سابقة عظيمة قام بها أحد الأخيار من أبناء هذا الشعب حيث صرخ بأعلى صوته (شلع قلع)…
وبعد أن وصل الأمر إلى اليأس والاحباط إلى حد الفرصة الاخيرة…
أنتفض الشعب تلقائيا وكان الثمن باهضا ومازال الثمن يدفع من دماء الأبرياء…
وقد سبقت هذه الانتفاضة الشعبية أنتفاضة صامتة حيث قاطع ٨٠ بالمائة من أبناء الشعب الانتخابات كتعبير للرفض والاحباط…
الشعب يريد الحياة..
ومن الجنون هذه المحاولات البائسة التي ترمو إلى إخماد بركان ثورته…
من يريد الحياة لا يعرف الخوف وسوف ينتصر بإذن الله…