أمر عوص: فيه شدة وصعوبة
عَوَصَ الشيئ: إشتد , صَعُبَ
وفي العامية يُقال ” صايرة عويصه” , والعويصة أن تختلط الأمور ولا يُعرف ” حابلها من نابلها” , ولا تجد لها مخرجا أو حلا.
ويمكن القول ” عوصطية” بمعنى تشابك المشكلات وعصيانها على الحل.
وهذا هو حال ما يُسمى ” الشرق الأوسط” , وهي المنطقة العربية بالذات والتي تشتد فيها الأزمات وتتراكم الصعوبات , فتستحق وصف عوصط , فما أكثر “عويصات” المنطقة , وما أشد تداعياتها , ومآلاتها القاسيات الداميات , الهولاكيات الطباع والتوجهات.
شرق وما عرف إشراقا ولا تنويرا ولا إبداعا متفاعلا مع الشمس التي تسطع في ديار العُرب أوطاني , وما تمكن الشرق العربي من تصنيع الطاقة اللازمة للحياة من الشمس التي تمنحه ذخائرها وقدراتها على بعث الحياة , لكنه يناهضها ويعاديها ويجهز على الحياة.
فأي شرق هذا والدنيا تتمنى أن تكون في بقعته الغنية بالطاقات والثروات الطبيعية الكفيلة ببناء الحياة القوية العزيزة الشمخاء , بينما الواقع يشير إلى أن العرب يرزخون تحت وطأة الجهل والأمية والضلال والبهتان الذي يسومهم سوء المصير.
كما أن القول بالأوسط لا تنطبق على الواقع فلا يوجد توسطا وإنما تطرفا وغلوا وإمعانا في الإنجراف نحو الشدة والعدوانية والكراهية والتكفير المطلق للأشياء , فلا نظرة نسبية ولا إعتراف بأن الحقيقة المطلقة لا يمكن للعقل النسبي المحدود أن يدركها , وإنما هناك كينونات ممعنة بأوهامها وتمسكها بما تراه مطلقا وصحيحا وغيرها يجب أن يمحق من الحياة , وكأنها هي التي تنفذ أمر بارئها والذي تتصوره على شاكلة أهوائها.
وهذه محنة تستحق تسمية ” عويصة” , وعليه فلا تقل أوسط وقل عوصط!!
وتلك حقيقة عوصطية علينا أن نتوقف عندها ونتجاوزها لكي نصحوَ ونتجدد ونتقدم ونتمتع بنور عصرنا وأنوار مكاننا , وشمس وجودنا الساطعة!!