العنوان أوجدته ملاحظة واضحة في وسائل التواصل المعاصرة , إذ يسود الشعر المقفى وينتفي ما نسميه بالشعر الحديث , مما يؤكد فقدان الأخير لشرعيته الشعبية , وربما يجد شرعية نخبوية هنا وهناك , والإبداع المجرد من الشرعية الشعبية إلى موت وبوار.
أرجو أن أكون مخطئا , غير أنها ملاحظة يمكنكم أن تشاركوني بها عند تصفحكم للمواقع المعروفة , والتي يتفاعل على صفحاتها الناس.
الشعر العمودي يطغى وغيره يكاد يغيب!!
والأمة تربت على الشعر العمودي منذ آلاف السنين , حتى صار ديوان وجودها , ومسلة حياتها , وفيه قيمها ومعاييرها السلوكية ومشاعرها وأحاسيسها , وكل ما يهتف في خلد أجيالها , ومضى الشعر قائد لسلوك الأمة وميزانا لتفاعلاتها الحضارية.
ولكي تعرف التأريخ عليك أن تقرأ شعر المرحلة التي تريد دراستها , فالتأريخ المقطوع عن الشعر لا يمثل المرحلة ويعوزه الكثير من البراهين والأدلة.
ترى لماذا الإزورار عن الشعر الحديث؟
لابد من التنويه إلى أن البحور الشعرية ليست مخترعات بل مكتشفات , تمثل إيقاعات الأعماق البشرية , وهي نبضات فسيولوجية ونفسية متوافقة مع ما في داخلنا من نغمات حياة , إبتداً بنبض القلب ونبضات الدماغ وباقي الأعضاء , فجميعها تؤلف سمفونية الحياة ذات الأنغام المنسجمة , وأي خلل في إيقاعاتها يتسبب بإضطرابات تناهض الحياة.
ولهذا فالشعر العمودي مستساغ وقريب إلى النفس والأحاسيس الداخلية , أما ما يطلق عليه شعرا , محشوا بالغموض والرمزية والوهمية , وعدم القدرة على وضع الفكرة في كلمات ذات قيمة معرفية وإدراكية , يتسبب بالقرف والغثيان مما يدفع لإهماله وعدم الإقتراب منه , وكأنه من المقيئات!!
سيغضب مَن يغضب وينتفض مَن ينتفض , ويحسب نفسه من أنبياء الشعر واللغة , فالشرعية النخبوية لا قيمة لها , والشرعية الشعبية هي الأصل , وما دام الشعر (الحديث) فاقد للشرعية الشعبية , فأنه ولد خديجا , وتلك حكاية من يزرع النخيل في القطب الشمالي!!
فهل كتبنا شعرا خالدا منذ سبعين عاما؟!!