23 ديسمبر، 2024 3:02 ص

الشاعر ودخان المدينة

الشاعر ودخان المدينة

سقطتْ في الدموع وجوهٌ
وبين التقاويم أيامُك اليابسات
وكنت النَّشِیج المعتق في الحدقات
تنتقي وقعها الكلمات
كم صباح مضى يحمل الذكريات
في قطار الحیاة
ربما فارَقَتْك الهواجسُ
في الغربة المنتقاة
….
لا ترى غيرَ صورة وجهك
حين تغيب وحين تعود
غير سرِّك ذاك

كم صبرتَ وھا أنت ذا رغم موتك
نافحتَ بالموت معنى الوجود
أصماءُ هذي المدينة ،
تهزأ بالصمت
حين ابتدعتَ الرعود ؟
أم عجوزٌ ..
من الصعب أن تعتليها الفحولةُ
مثل خيول من النار تجري
وفرسانها يسقطون
….
أصماء تلك المدينة
أم هي سَيِّئة الحَظِّ ،
عُشاقها يُذبحون
فلم تدفع الشر عنها
ولا عن أنوثتها في المجون
أصماء أم هي خرساء، عمياء
هذي المدينة ؟
داهمها سِفلةٌ ولصوصٌ زناة
مزقوا قلبها وعلى صدرها يربضون
أصماء لا تسمع النهر ..
هل يا ترى سمعت نوحَها وعويل بنيها ؟
أ لا تتجرد من حزنها والجنون ؟
……
هي رائعة في النساء
صوتها مسّ قلبي
رمى حجرين بوجه المساء
ورمى حرفها في الشغاف..
وصاح خذي :
وردةً أو كتاباً ،
خذي ما تشائين مما كتبتُ
فلا غرّك الصمت،
ثرثارة الحرف هذي السماء
حبرها في أنين الدماء
ودفاترها النائحات ،
تصب لظاها ..
وتنسى خطاها على الرمل ماء
…..

فمتى تستغيث .. وتصرخ لا للظلام ؟
لِمَ لا تثأرين لنزفك حين استقام
تلعقين جرا حي …
فهل غادرتك المروءة أم قُدَّ قلبك
من صخرةٍ ورخام
كان وأد الطفولة شؤماً وأنتِ
على الحرب تستعذبين القتام
فتشاجرت النار لما احترقنا ،
ومثل الفخار غدونا حطام
أنت بين السكاكين في مذبحٍ
يُستضاء به أو ينوح على
نخلةٍ لا تنام ..
صرتِ مرتع حزني ويأسي
وليلاً تكسّر فوق القباب..
دماً يستضام
أما آن للنهر أن يستجيب
لهارون..
أومأ للغيم..
أين الخراج.. وكيف يعود الخراج
وهذا السقام تمدّدَ بين العظام ؟
…..
انَّنِي الآنَ منك ،إليك،
لماذا حجبتِ الظهيرة عني ؟
دعيني أقَاتلُ وحدي الفناء
فقَاتَلْتُ من قبل هذا الهواء
كل شيء هباء ..
وأنا دونما أملٍ يُرتجى
والمدينة يائسةٌ ..
و المَطَارِق في كل رأس

8/1/2021
……..