إن من أعظم الدروس المستفادة من تجربة السيد محمد الصدر(قدس) الرسالية أن هناك دكتاتورية وتسلط فكري حيث عّبر عنه بالسيف المعنوي وقد كان هذه السيف المعنوي هو القلم الوحيد الذي يرسم ويكتب حدود وخارطة الوعي لدى أبناء الامة وبطبيعة الحال سوف يجد القبول والإذعان من قبل الأفراد وأكثر من ذلك هو إعتبار ما يكتبه هو الواقع نفسه حتى لو لم ينسجم مع الواقع في شواهد كثيرة..
إن صناعة الوعي كانت محتكرة شانها شأن الكثير من مرافق الحياة وهذا الإنسجام ليس بسبب وحدة الخطة والهدف!!!
إنما يكشف عن إرادة دكتاتورية تأخذ أشكالاً وألواناً, وهذه الإرادة هي ثوب يرتديه الحاكم ويرتديه أيضاً دعاة الإنقاذ والثورة والتغيير..
فكان الوعي وقتئذ مكبلاً بالجهل والجهالة الى درجة أصبح مقيِّداً لكل حرية وتحرر وبسبب هذا الوعي الزائف مات الكثير من الشباب قتلاً وإعداماً ومُلئت بهم السجون والمقابر الجماعية..
كان قلم الوعي الدكتاتوري (السيف المعنوي) يصنع الوعي معتمداً على بعض آيات القرآن وأحاديث السنة..
والناس لا تدرك ومازالت….
فإن الكثير من مداليل الآيات والأحاديث التي يستدلون بها ليست بالضرورة أن تكون صريحة ان لم يكن أغلب ما يستدلون به هو من المجمل وليس فيه ظهور على أقل تقدير…
ولذلك دفع السيد الشهيد محمد الصدر (قدس) الثمن باهضاً عندما بدأ بكتابة صفحة جديدة من تأريخ الوعي الاسلامي، كان ذلك خروجاً على الضلال والخداع، هذا الخروج الذي مازال يرفضه أهل الضلال مهما كان ثوبهم..
إن الشيء الذي قام به السيد محمد الصدر (قدس) هو أنه بلّغ الأمانة بإمانة وصدق..
لم يطلب من الناس أكثر مما يطلبه الله منهم فكانت النتيجة عظيمة ومازلنا نقطف ثمارها ونعيش تحت ظلها بالرغم من المحاولات الحثيثة الجادة من قبل الآخرين كي يتسنى لهم القضاء التام على كل ما بناه الشهيد محمد الصدر من صروح الوعي الإسلامي