17 نوفمبر، 2024 3:25 م
Search
Close this search box.

السياسة والبرلمان والوزراء في آخر الزمان

السياسة والبرلمان والوزراء في آخر الزمان

كشفت لنا السنوات الأخيرة ، ومن خلال صراع الديكة على المواقع الرئاسية والمناصب الأساسية ، عن العديد من الحقائق التي أكدتها الوقائع ، وهي ترسم لنا مصداقية هذه الشخصيات وهذه الكتل التي تتحدث عن الدستور والمصالح العليا للبلاد ، وأخرى يتحدثون فيها عن الإنجازات التي يتغنون بها ولم يسمع عنها الشعب ، واليوم إنشغلوا بتزوير الإنتخابات وذر الرماد في العيون ..!

ولعل من المعلومات الثابتة وليست المتفاوتة إن العديد من السياسيين مازالوا يضعون رجلهم الشمال في بغداد ورجل أخرى خارج البلاد ، وتعبر بعضها من دول الجوار حتى المحيطات والخلجان إلى أمريكا وأوربا وبلدان أخرى مثل جزر الواق واق ، لكن قادتنا يحملون جنسيتها والولاء لها ، ويتقاسمون معنا رغيف الخبز ، بل يأخذون حصة الأسد ويتركون لأبناء الشعب حصة الأرنب .

ويقال والعهدة على الراوي إن بعض هؤلاء قاموا بتحويل ثرواتهم الطائلة التي جمعوها من الإمتيازات والصفقات وحولوها للمصارف الغربية خوفا من أفتضاح أمرهم وكشف ملفات فسادهم ، وهم بذلك قد أمنوا أنفسهم برغم إن الوقائع تشير وتؤكد إن حاملي ومزدوجي الجنسية يفلتون من العقاب ، لأن جنسيتهم الأجنبية تحميهم من القانون العراقي ، وكذلك تتستر عليهم أحزابهم وكتلهم والأمثلة كثيرة جدا .

البرلمان أصبح أعجوبة هذا الزمان ومضحكة للعيان ، فقد مر موسم برلماني بكامله وهم منشغلون بصرف الرواتب والمخصصات والمكافآت والإكراميات ، وكذلك صرف الملايين لعمليات ترميم الأسنان وبواسير المؤخرات ، وإننا نستغرب ولا ندري مقابل أي شيء يقبضونها ، فلا قرارات ولا إنجازات ، بل مجرد تصريحات متناقضات وسفرات مكوكيات ، وحضور ورش خارج البلاد يخجل طلاب الثانوية من حضورها لضحالتها وضعف معلوماتها ، لكن النواب لا يضيعون أية فرصة دون استثمارها حتى وأن كانت في رياض أطفال الصومال .

والطرف الآخر من الوزراء يرغب في مدة وزارية أخرى لكي يستثمر ثمرة إنجازاته في الوزارة من المرحلة الماضية وللمرحلة التالية ، وهذا التصريح عجيب وغريب ، لأن وزارة الوزير شهدت تدهورا خطيرا في السنوات الماضية ، وصارت مضربا للأمثال في فسادها وقراراتها الفنتازية التي إخترقت كل المعايير العالمية المتعلقة بأداء وزارته العتيدة .

الغريب في الأمر هذه الجرأة والوقاحة بإعتقاد النجاح والتفوق والحديث عن ثمار هي بحقيقتها أكثر مرارة من الحنظل ، ورائحتها أكثر نتانة من الجيف المتعفنة ، وبرغم ذلك فأن صاحبنا يريد إن يجدد عصر الإنفلات والفوضى ، ويؤسس لمدة إغتيال ثانية لقراراته التي قتلها ألف مرة بقراراته الإرتجالية وفرماناته العشائرية ، وهو بالطبع ليس أسوأ من الآخرين الذين فتتوا الحصة التموينية ، وأهانوا العلم والعلماء ، وضيعوا الثروات ، وحولوا الفلاحين إلى مستهلكين للطماطة والخيار المستورد ، وآخرين لم يجدوا حلولا إستراتيجية لمعالجة البطالة إلا عن طريق توزيع سيارات الأجرة حتى أصبحت شوارعنا صفر، والتي زاد عددها على عدد سكان المدن .

ووزارات أخرى يرابط فيها الوزير طوال العام خارج البلاد لإيفادات مفتوحة ، وأصبح حضوره في مقر الوزارة مناسبة وطنية يرفع فيها العلم للأحتفال بها لندرتها ، وليعطي قراراته الإستهلاكية الناتجة عن جهله لما يجري في وزارته أو حتى ما يحدث في بلاده .

أيها السياسيون وأعضاء البرلمان والوزراء وما فوقهم وما تحتهم ، إن الشعب بات لا يصدق أكاذيبكم ولا تصريحاتكم ، فالقياس الحقيقي لإنجازاتكم يجب إن ترصدوه في عيون الناس وحالهم على أرض العراق وليس في ثرثرات كلامكم أمام الفضائيات ووسائل الإعلام التي وجدت في أحاديثكم تسلية لطيفة للجمهور وسد الفراغ لبرامجهم السياسية والفكاهية .

[email protected]

أحدث المقالات