واحدة من الاخطاء السياسية الكبيرة في التعامل مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني هو اعتباره من قيادات الصف الثاني على حسب وصف اقطاب الاطار التنسيقي وتقليل من قدراته وفق لظروف كونه لا يتحدث بلغة الازمات و لا يستخدم المفردات السياسية في تعاملاته التنفيذية بل لا يعيرها الاهمية بقدر ما يعير الاهتمام بجدول النشاطات الملموسة على ارض الواقع
قد لا يكون السوداني مثقفا مثل الجعفري , ولا متواضعا مثل العبادي , ولا متسلطا مثل المالكي ولا اقتصاديا مثل عادل عبد المهدي , ولا متلونا مثل الكاظمي , وكونه جاء عن طريق التوافق الإطاري ، ألا انه من اكثر الشخصيات التي تتمتع بالخبرة في العمل التنفيذي نظرا لتوليه العديد من الوزارات والمسؤوليات منذ بداية سقوط النظام المباد لغاية الان
برهن السوداني على قدراته القيادية في التعامل مع الملفات المهمة , وكان من ابرزها تنفيذ البرنامج الحكومي وفق الجدول الزمني المعد , وانحسار المشاريع المتلكئة , وتقريب وجهات النظر بين المركز والاقليم , وإجراء التعداد السكاني , و أعادة سعر الصرف رغم الضغوطات المالية ، اجراء الانتخابات المحلية
نجاح السوداني في انجاز المجسرات العملاقة في فترة وجيزة من عمر الحكومة الاتحادية يحسب له شخصيا وليس لمجموعة ائتلاف ادارة الدولة لان الجميع دون استثناء اخذو فرصهم في نيل كعكة السلطة وقد انتجت حكوماتهم حجم ليس بصغير من مكعبات الازمات التي اخذت شوطا نفسيا من عمر المواطن العراقي
المرحلة المقبلة سيخوض السوداني معارك داخلية متعددة من اصدقائه السياسيين لانه بكل تأكيد سيحصد من مقاعدهم الكثير في الانتخابات البرلمانية المقبلة لاسيما ما يطلق عليهم ” صقور الاحزاب ” الذين عشعشوا في رأس مثلث السلطة على فترة عقدين من الزمن والايام كفيلة بذلك
النقطة الاخيرة التي تستحق الاشارة : هي كيف يرى المواطن العراقي السوداني بعد الانجازات المنظورة على المستوى الخدمات في عموم المحافظات , والحقيقة ان الصورة التي رسخت في اذهان الناس عنه سريع التحرك , ويفعل ما يقول , ولديه الارادة وكذلك الادوات , يقنن الازمات بين الجميع , بعيد عن ابواب الطائفية التي ترهق كاهل الدولة ، ويريد تطوير وتغيير العراق في المرحلة المقبلة .”
انتهى