22 ديسمبر، 2024 7:03 م

السراق وسرقة النصر

السراق وسرقة النصر

لانهم سرّاق يحذرون من سرقة النصر، ولأنهم اولاد كلب لم يبحثوا عن دماء شهيدٍ اريقت في طريق العودة، وفي منطقة محررة، ولأنهم قضوا عمرهم في الملذات بدول اوربا يستطيعون تزييف الحقائق، فلم يذكر احد حجم الهزيمة في عيون الارامل والامهات، ولأنهم منعمون، لم تزالين تحملين اوراق معاملة الشهيد واطفاله الجياع، ولأنهم لم يعرفوا العيب فقد تحررت الموصل ومازلت تعانين من زحمة المقابر والبكاء، هؤلاء الذين يسرقون النصر صادروا دماء الشهداء وضعوها في جيوبهم، وسيصبحون محررين وفاتحين، بعد ان كانوا امعات يدورون في شوارع اوربا بحثا عن الفتيات السمينات، اتعلمين ايتها الام والارملة من سيسرق النصر، سيسرقه القاتل ذاته تحت اسم آخر، وسيعاتب الشهداء الله على اضمحلال العدالة، سيحمل الشهداء دماءهم ويقفون طوابير امام ابواب الله غير آبهين بالجنان، بقدر مطالبتهم بالقصاص ممن ظلمهم، بطريق العودة كنا عزّل يامولاي، فرحين بالنصر، وسالت دماؤنا في الطريق، لم نتمترس ولم نحمل الاسلحة، كنا عائدين الى احضان امهاتنا وزوجاتنا، في منطقة حررناها وسقينا اهلها ماء باردا، فسقونا الموت بطريق العودة يامولاي، لماذا تصمت امام هذا الكم من الغدر والخيانة .
حين تسلم مرتبه الفلكي الذي لم تستطع جيوبه احتماله، فصار يوزعه على الجيوب والحقائب، صعدت نشوة المرتب فيه، وكأنه احتسى كأساً مضاعفا، فراح يكيل الشتائم لسراق النصر، لم اجرّب انني تسلمت في حياتي اكثر من عشرة ملايين، وحدث هذا في الدفعة الاولى من قرض الاسكان، نشوة المال تعمي الابصار، حين عددتها لم اعد انا، كنت انسانا مختلفا، حتى قدمي تريد ان تسير في الهواء، حينئذ فقط فكرت بهؤلاء الذين كانوا يعتاشون على المعونات، ولم استغرب تصرفاتهم المشينة، هؤلاء اللصوص، لصوص المرتبات الفلكية لايمكنهم ان ينصفوا الشهداء ولا اطفال الشهداء، فكرت طويلا بمن سيسرق النصر، فوجدتهم ذاتهم، سرّاق المال هم سرّاق النصر، وسيمعنون في تفتيت المرتبات، وستبدأ حملات الغش والتضليل والسرقة، هناك افواه مفتوحة كثيرة بانتظار حملة اعمار الموصل، لتسرق وتسرق، حتى تزداد الارصدة وتصبح انفجارية، وسيضعون دماء الشهداء لافتة لسرقاتهم الكبيرة، حينها سيتكلم المرجع ولايسمعه سوى المصلين في صحن الامام الحسين، في حين سيضحك اللصوص ثانية لانهم يعرفون حجم الفاجعة، لماذا لايكتب وهو المتخم بالدولارات، مع كل جرة قلم ستأتيه الملايين مع الاعجابات، مع كل تشويه لدم او تضليل لرأي، ستكون مكافأته اكبر، يبدأ بالكتابة بالتعجب ممن يبيع وطنه، لكنه يبيعه في آخر المقال، دعني فقيرا يا الله، الجملة الثانية، وهو يتسلم بدل ايجار ويسكن في قصر منيف، لايحق لاحد مصادرة النصر الموصلي العريق، سوى من قام به، يرن التلفون، فيشكره اتصال قريب مع مكافأة مجزية، دماء الشهداء تزين وجه المدينة، يوخزه قلبه قليلا ثمة شهيد غير راض عما يقول، الدماء لاتزين شيئا ايها الكاتب، الاموال التي تتقاضاها بالباطل هي من يزين واجهات القصور بالمرمر والسيراميك الاسباني والايطالي، انا لم ابع وطني، وهو لايعرف اطلاق النار حتى لحظة كتابة المقال، لم يضع البيرية في يوم ما على رأسه، ولم يجرب لبس البسطال، خدمته مع الشقراوات، كانت خدمة جهادية، وعمري الذي قضى مع الالغام والموت، لم يحتسب لانه خدمة ضالة في جيش ضال، لم يتعب نفسه كثيرا ، مقال مع سيكارة وفنجان قهوة وخرج بنهايته انه من اكبر المناضلين والمقاتلين، وهو لم يجرب ان يوخز اصبعه بدبوس، هو مقتنع انه لص، لكن يريد ان يقنع الآخرين بانه شريف ولايبيع الوطن.