هذا شاعر كان يمدح الأمير ابراهيم بن يوسف بن تاشفين، فلما بلغ البيت: (أنا شاعر الدنيا وأنت أميرها… فما لي لا يسري اليّ سرورها)، عفط له الأمير، فقال الشاعر: على من عفطت؟ يعني يحتمل أن تكون العفطة للأمير نفسه، فضحك الأمير لما اراد الشاعر، والعفطة تختلف عن الزيك، فالزيك أطول وأكثر رصانة، والزيك له عند ظرفاء البغداديين حرمة واعتبار كما يقول عبود الشالجي في موسوعة الكنايات البغدادية، ويروي ان فقيها علوياً يعتم بعمامة خضراء كان معروفاً بأنه زيّاك ممتاز، وانه كان يرسل الزيك في موضعه، فاذا ضرب احدهم بزيك أوقعه أرضاً، ويروى عن احد البغداديين انه قد اتخذ في مجلسه ببغاء، دربت على انها إذا سمعت صوتاً عالياً نفضت صاحب الصوت بزيك قوي، وحدث ان حضر الى المجلس احد أبطال الفتنة وهذا لقبه، وكان سليط اللسان، ومن عادته ان يرفع صوته عالياً، فما ان بدأ حديثه حتى قاطعته الببغاء بزيك حاد قطع عليه كلامه، فسكت مغتاظا، ثم عاود الحديث بعد دقائق فنفضته بالزيك الثاني، فاعتذر اليه صاحب المجلس وهو يقول: هذا من تحت رأس الفقيه العلوي، فهذه الببغاء تسمع صوت الأذان خمس مرات يومياً ولم تتعلم ان تقلده، لكن الفقيه العلوي اقترب من قفصها وعفط أمامها ثلاث مرات، فتعلمت منه العفاط.
الآن نحن بأشد الحاجة للفقيه العلوي الزياك، في بداية الأمر ينفضنّه هذا اللي يدعي النبوة بزيك، ومن ثم يعود ليجمع المرشحين والنواب الذين يعتمدون على جهل الشعب بأمور الدين فيسوقون تفاهة أحلامهم ورؤاهم التي لا تعبر سوى عن جهلهم وغرابة مواقفهم، فينفضهم بزيك قوي آخر، انهم يتعكزون على آل البيت في كل شيء معيشتهم وعملهم غير المجدي وأفكارهم المتطرفة والضالة ومن ثم تكليفهم في حكم هؤلاء الناس الذين صاروا مثلاً للسذاجة والتفاهة في تصديق كل ما يقال، ونحن أيضاً بحاجة الى الكثير من الببغاوات الزيّاكة لنضعها في مراكز الاقتراع حتى تكون شاهداً تاريخياً على تفاهة المرحلة التي نحن فيها، المجرب لا يجرب، واغلب المرشحين من المجربين، حتى ان شاعرا كتب بيتا في هذا المعنى، فجاء وكأنه كتب لهذه الاسماء العفنة التي خربت العراق وجعلت منه بلداً تسخر منه البلدان:
( ثلث اريام وسط الكلب يرعن… خذن روحي ومني الجسد يرعن
لا تكرب على المكروب يرعن…. ولا تطرد سراب ابغير ميّه)
لكننا نرى وانتم ايضا ترون، هؤلاء القرقوزات سيبوقون للانتخابات ويجعلون منها انتخابات ناجحة، ويضعون اسماءهم في لائحة الحكومة للمرة الرابعة ليتقاضى كل منهم اربعة مرتبات تقاعدية وعلى عين الشعب العراقي وغصبن عليه ورغم انفه ستبقى مرتباتهم الفلكية وامتيازاتهم غير القانونية، والأدهى اننا سنضيف الى ثلة الفاسدين ثلة اخرى من التافهين، من الذين يدعون النبوة والإمامة والكهفية، انه وضع مضحك جداً، وكل ما فيه يحتاج الى زيّاك محترف، مرشحو هذه المرحلة اخطر بكثير من مرشحي المرحلة السابقة، ففيهم الدجال وفيهم الشاذ وفيهم العاهرة التي تتزيا بزي المدنية، وهذا الخليط ربما هو قاصمة الظهر كما يقولون، وسوف تتكحل قائمة هنا وقائمة هناك ببعض الاسماء الجديدة التي لا تغني عن جوع، فقط لتظهر للناس انها أضافت غير المجربين للمجربين ولم تقتصر على النواب السابقين، وهذه القوائم الكبيرة مكشوفة الأهداف والنوايا وتحتاج الى زيك حاد.