22 ديسمبر، 2024 7:51 م

الزقنبة المكوناتية

الزقنبة المكوناتية

كنت أتصور أن الشي الوحيد إللي ظل بالعراق ما تغير هو الأكل العراقي، جودة عالية، إذا مرگة شجر لو قوزي، إذا شوربة عدس لو دولمة، إذا لبلبي عالعربانة لو سمك مسگوف. بس بمشاهدة الپوسترات الإنتخابية طلع هذا التصور خاطىء، لأن نص المرشحات حاطن إيدهن على كرشهن يشتكن من الغازات، ونصهن إللى مصورات بس الوجه تعرف من تكشيرتها تعاني من الجالي وأكو چم وحدة ناطيتنا إبتسامة مصطنعة، مبينة محصورة إسهال ذيچ هي، بس الإبتسامة ضرورة دستورية.
أما صور المرشحين فكلها تدل على أن الأكل العراقي أصابه الفساد، ماكو صورة مرشح مرتاح من الأكل، قسم وأگفين وگفة مال واحد عنده مغص، وإذا گاعد ذاك هو بواسيره ملتهبة من كثر الإمساك والضغط بسبب رداءة الأكل، أو من كثر إستخدام الفتحة الشرجية وكثرة التغوط وجوباً لأسباب تفريغ المصارين، أو ملتهبة من البهارات.
الكل د يعاني من بطنه وأمعاءه، بس الضرورة الديمقراطية تستوجب أن هذه الچهرات المباركة ببركات المفوضية العليا للإلتهابات لازم نشوفها حتى يطمن الشعب أن ممثليه الدستوريين هم ديتحملون الإلتهابات ويقدمون أمعاءهم ومصارينهم فداءاً للحفاظ على المسيرة الديمقراطية . والظاهر من هذه الصور أن العراق فقد هوية كانت تتباهى بيها بين الأمم، وهذه الهوية چانت الطبخة العراقية الخنفشارية، إحنا إللي چان طبخنا ماكو مثله في معشر الجن والإنس – أمة الثقلين – ولا في الدول إللي تحكمها ملوك وملكات، أو الجمهوريات العائلية التي يتوارث فيها الأبناء ما أفسده الآباء ويكملون عليه، أو في الدول الديمقراطية الصحيحة إللي من حق أي واحد يدفع ضريبة ويصوت أن يتفل بوجه أي وزير أو مسؤول إذا الكهرباء طفت ربع ساعة، مو خمسطعش سنة متواصلة . والسبب في فساد الأكل العراقي هو لأن كل جهة سحبتْ مكوّن من مكونات الأكل العراقي، فلان سحب المكوّن مالته إللي هو ملح الأكل العراقي، وجاكم الثاني سحب المكون مالته إللي هو الدهن، وجتي الخاتونة وأخذت المكوّن مالتها إللي هو المعجون، والمعمم أخذ المكوّن مالته بحسب العائدية إللي هو البيتنجان حتى شوف شگد يشبهه والدليل حتى من ينطبخ يحافظ على عائديته في طبخة مباركة هي الشيخ المحشي، وتجي الكتلة المفترسة وتاخذ المكون مالتها إللي هو اللحم العراقي، والأكل العراقي إذا ما بيه لحمة يعتبر أكلة مخانيث محد يتقرب منها، والقائمة الفلانية تسحب مكونها الخاص إللي هو سر الطبخة الطيبة وتحتفظ بيها كوكتيل ثوم عالبصل عالقرنفل عالدارسين عالكبابة عالفلفل الأسود عالفلفل الأبيض في مزيج البهارات السبعة العراقية المبدعة. وبعد عملية سحب المكونات ظل الجدر العراقي الفافون أبو الطعجة بوحده عالنار محد يتقرب منه، والمشكلة أن كل صاحب مكوّن يتباهي بالمكوّن مالته إللي ما يسوى شي من غير المكونات الأخرى، بس يعاند، ومن هاي كل واحد من هذول أصحاب المكوّنات تزقنب المكوّن مالته وطگ صورة للپوستر الإنتخابي عساس هو رمز المكوّن ويمثل المكوّن. ذاك جاله إسهال لأن متزقنب دهن بحسب إنتمائه المطبخي في المكونات العراقية، وذيچ منفوخة لأن مكونها بس فاصوليا منگعة بالصويا وبعدها ما مطبوخة، والشيخ بواسيره هايجة لأن متزقنب بس بهارات لأن هو يمثل الشورجة، لا همّ يعرفون يتصرفون بمكوناتهم ولا خلونا نستمتع ونتلذذ بالأكل العراقي إللي بيه كل هاي المكونات مع حرارة الدم العراقي والجدر المطعوج.
وإذا تريدون نرجع من جديد وناكل طبخة بيها خير ونتباهى بأكلتنا، خلي كل واحد يجيب المكوّن مالته ويديره عالجدر، كلها نص ساعة وأطيب أكلة تكفي الكل والكل راضين وفرحانين، ووراها چاي مهيل عالعصرونية بالحديقة مرشوشة ماي وريحة النعناع ترد الروح، وتطلع تاخذ صورة وتشوف شلون صورتك تخبل، لأن تمثل كل المكونات، مو بس مكون مالتك.
يمعودين الجدر عالنار ترى يا نلحگ عالطبخة يا منلحگ، بس لا عدكم ديليڤري من مطعم خارجي وإحنا گاعدين ننتظر إشوكت يستوي طبخنا. زقنبوت إذا صدگ.