23 ديسمبر، 2024 9:14 ص

الرسول محمد صوت العدالة الأنسانية

الرسول محمد صوت العدالة الأنسانية

صعب علينا مهما بلغت بنا القدرة أن ندرك سيرة الرسول محمد علية افضل الصلاة والسلام, لأن سيرته هي المضمون والمحتوى التي أحيت الامة, وأمدت البشرية بالثروة الهائلة من المثل العليا, تغني العالم كله بالقيم.

رسول الله علية افضل الصلاة والسلام؛ إنسان اتسع قلبة لآلام البشر ومشاكلهم, جاهد بقوة بوجه القوى الغاشمة من اجل الإخاء بين الناس, من اجل العدالة والحرية, والمحبة والرحمة, من اجل مستقبل أفضل للجميع بدون استثناء, الذين يؤمنون برسالته والذين لا يؤمنون بها على السواء.

ملايين من المسلمين لا يعرفون عن سيرة النبي علية افضل الصلاة والسلام ورسالته, التي تشدهم الى السماء كما تشدهم إلى الأرض وخيراتها في آن واحد, لا يعرفون عنها إلا ما ألصق بها من القشور والخوارق والاساطير, وهم
يعظمونه ويصلون عليه ويسلون, يفعلونا عن تقليد موروث بكلمات تدور بألسلنتهم, يحسبون أنهم قدسوه وعظموه حتى ولو انحرفوا مع اطماعهم وشهواتهم عن تعاليم رسالته, التي حددها الاسلام بالعمل لا بالقول.

ضحى النبي محمد علية افضل الصلاة والسلام كثير في سبيل الله و خير للإنسان, وتحمل ما لا يطيقه احد من الناس, ليضع حدآ للجشع والاستغلال والعنصرية, واستطاع بعد جهاد طويل ان يسيطر على تلك الاوضاع الفاسدة, التي كانت يعاني منها الانسان في ذلك العصر, ووضع الحلول لكل ما يعترض البشرية من صعاب, ويعرقل مسيرته نحو المستقبل.

دعا إلى جهاد الملحدين والعابثين بكرامة الانسان, ونصرة المعذبين والمستضعفين في الارض, ونهى عن الركون والاطمئنان الى الظالمين وموالاة أعدائه والتودد اليهم, الذين كفروا بالحق والقيم والاخلاق, فقال مبلغآ انسان هذه الدنيا رسالة ربه, ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا اخرجنا من هذه القرية الظالم اهلها واجعل لنا من لدنك
وليآ واجعل من لدنك نصيرآ.

اكثر الذين يدعون الاسلام في عصرنا الحاضر, بعضهم انحرف وغير وبدل واستهان بالمستضعفين, واتخذوا أعداء الاسلام والنبي علية افضل الصلاة والسلام اولياء لهم, مثل داعش وبقية التيارات المنحرفة التي تقودها اجندات خارجية بأسم الاسلام.

أصبح الاسلام بمبادئه وجوهره غريبآ عن الاذهان والنفوس والقلوب كما كان في ايام النبي علية افضل الصلاة والسلام, والمتمسكين بأصوله ومبادئه والداعون اليه بإخلاص وتجرد غرباء في هذا العصر, كالشيعة الامامية واتباع اهل البيت عليهم السلام, اتجه اعداء الاسلام الى طمس حقائقه وتزيف جوهره بأسلوب جديد, لم تعرفه الحروب الصليبية من قبل.

واقع المسلمين في عصرنا الحاضر مؤلم ومفزع, ولا سبيل لخروجهم مما احيط بهم من بلاء, وتخاذل وتفسخ في الاخلاق وتنكر للقيم, الا الرجوع الى واقع سيرة النبي علية افضل الصلاة والسلام, ومضامين القران الكريم واهل
عترته, كما جاء في الاحاديث والروايات المتواترة, وقد قضت مشيئة الله ان لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.