دول الأمة تبدو وكأنها بلا رؤساء , فتراها تهرول وراء الأقوياء , وتحسب وجودها هباء.
لكل دولة أمٌ وأبٌ من بلاد الآخرين , الذين تعتمد عليهم كأنها الرضيع المتوهم أنه في حضن أمه , ولا يشعر بأنه يرضع من قنينة وتنهشه أنياب الأرملة السوداء.
الحليب في القنينة ثمنه مدفوع مقدما , وأجور الإفتراس لا تعد ولا تحصى , فهل لدولنا رؤساء , يجيدون الحفاظ على مصالح البلاد والعباد؟
وماذا حققت أجيالنا في القرن العشرين , وفي الربع الأول من القرن الحادي والعشرين؟
يمكن القول أن الحقيقة القائمة أغرب من خيال الأجيال المتوافدة , وكل جيل يغيب يعقبه جيل يتعثر بمهالك تفوق خيال السابقين!!
فالأحفاد يتمنون حياة الأجداد لأنهم في مآزق شدّاد!!
فالمجتمع لم يتمكن من إبتكار الحلول لمشاكله , وأمعن في إنتاج المشكلات وتراكمها وتأجيل حلولها , فكل جيل يلقي على عاتق الجيل الذي يليه مسؤولية حل مشاكله!!
المشاكل متنوعة ومتعددة وكذلك الحلول , فلماذا لا نستكشف الحلول ما دام الإنسان هو الإنسان وإن إختلف الزمان والمكان؟!!
حلول مشاكلنا بأجمعها موجودة في دساتير وثقافات الأمم والمجتمعات المستقرة المتقدمة , فلماذا لا نستوعبها ونستخلص منها ما ينفعنا؟!
علينا أن نعترف بأننا نستهلك ونستورد ونستنسخ ونتبع ولا نمتلك ما هو أصيل معاصر , وفشلنا في حل مشاكلنا وإستيعاب تحدياتنا وعجزنا عن الإستثمار في ثرواتنا , وحوّلنا ديارنا إلى ميادين حريق مستعرة , فعلينا أن نستورد أفكارا من الآخرين ونستوعبها وندركها ونعبر عنها.
فالغابر لا ينفع الحاضر ولا يجعل المستقبل ناضرا , فتبصروا بما هو فاعل وقادر!!
“لنا وطن نواطرهُ الرجالُ…وتحْضنهُ العزائمُ والجبالُ”
فهل لرئيس إخراج أمة من زنزانة التيئيس؟!!