12 ديسمبر، 2024 11:31 م

الرؤية العراقية بعد نظام الأسد !

الرؤية العراقية بعد نظام الأسد !

لاشك بان الحرب هي اعلى درجات اختبار اي علاقة بين بلدين صديقين وجارين تربطهم روابط الأخوة والحدود الجغرافية ، فضلا عن المساحة التاريخية التي دائما ما تترد إلى مسامعنا بان ” دمشق توازي بغداد ” ولكن الذي يحصل من سخونة الأحداث في سوريا كأخواتها في لبنان وغزة

و يبدو ان تسارع الأحداث في سوريا ونجاح العصابات الإرهابية في السيطرة على عموم البلاد وسقوط بشار الاسد خلال أيام معدودة هي بحد ذاتها صدمة مفاجئة للعالم بكامله مثلما تفاجأت به بغداد

‏نحن امام وضع غير معتاد من تشابك الأحداث وتزاحم الأزمات في المنطقة ، وسقوط الأسد كان اسرع من تساقط أوراق الخريف في فصل الشتاء وانقطاع سبل الحلول العسكرية بشكل واضح بين الدولة المهيمنة على سوريا تتجسد لنا رؤية اعتاب مرحلة جديدة من التطرف الطائفي بتسميات وهمية يتفق عليها الجميع

فأن الحكومة العراقية ترى بان الأحداث في سوريا لا تنفصل عن لبنان وغزة وتسببت بزعزعة امن واستقرار المنطقة وترفض تقسيم سوريا بشكل مطلق وجددت انها مع وحدة سوريا وأمنها

وبانها لا تسعى إلى التدخل العسكري في سوريا رغم كل ما يجري فيها مرتبط بالأمن القومي العراقي كما أعلنته سابقا خلال الاجتماع الثلاثي للوزراء الخارجية ” العراقي والإيراني والسوري ” في العاصمة بغداد ، عندما رفضت ارسال قوات عسكرية ضمن المعادلة القومية

أمامنا طريق وعر في بعض الجبهات ومجموعة من التحديات الواقعية التي لابد من الحكومة الاتحادية التعامل معها بحذر شديد منها منع اعادة تجربة دخول عصابات داعش الارهابية عبر الحدود السورية لتنفيذ عملياتها الإنتحارية في المحافظات العراقية خلال 2014 وهذا يتطلب ورش عمل دقيقة لتفادي حدوث ذلك في المناطق المشبوهة في المستقبل

ولابد من الحكومة الإسراع في تحييد التوغل التركي على طول الشريط الحدودي مع اقليم كردستان وامتدادهم ضمن عمق العراق كونه يؤثر في المستقبل في تعاملها مع هذا الملف

كما نحتاج إلى رؤية موحدة لجميع القوى الوطنية في التعامل مع ملف تواجد التحالف الدولي مع هذه المتغيرات الحاصلة والأوضاع المعقدة في المنطقة واستغلالها في تقوية القدرات العسكرية والاستخبارية والتكنولوجية لحماية جذور الدولة من الاقتلاع.