هناك مثل شائع تتداوله الأجيال ولا تعمل به , ومفاده : “كوم التعاونت ما ذلت”!!
وهو قانون سلوكي مترشح من التجارب الإنسانية في العديد من المجتمعات , وأظنه مثل أصله سومري أو قبل ذلك , لكن الأجيال تردده ولا تستوعبه ولا تعمل بموجبه.
وهو ينطبق على العائلة والمحلة والقرية والمدينة والدول , والأمثلة واضحة ومتكررة.
ولو نظرنا من خلاله إلى ما يجري في واقع الدول العربية , لتبين أنها متنافرة مما وفرت للطامعين فيها فرصا كثيرة إغتنمتها بمهارات إفتراسية فائقة.
فالدول العربية لا تتعاون مع بعضها منذ نشوئها , وتجدنا اليوم أمام مشاكل بين المغرب والجزائر , وفيما بين دول الخليج , إضافة للمشاكل مع الدول الإقليمية.
وعدم التعاون والتفاعل الإيجابي بين دولنا , تسبب بتداعيات نجم عنها الذل والهوان , والتبعية والخنوع , والإعتماد على القوى الأجنبية لحماية وجود أنظمتها في الحكم , المشروط بتأمين مصالحها وتنفيذ أوامرها.
ولن تصل الدول العربية إلى مرتبة الدولة ذات السيادة الحرة والكرامة والعزة , إلا بالتعاون والتكافل وتغليب المصالح المشتركة على غيرها من التطلعات , وأن يكون لديها إتحادات فاعلة على جميع المستويات.
ويبدو أن القوى التي إستثمرت الفرص تعزز سلوكيات التنافر والتفاعلات السلبية بين الدول العربية , لأن في ذلك منفعة للطامعين بالعرب.
فهل سيدرك العرب ان مصيرهم مرهون بتعاونهم وتماسكهم وإتحادهم , وتعميق سلوكهم العروبي ودورهم المؤمن لمصالحهم المشتركة.
“كوم التعاونت ماذلت” , فهل سيتعاون العرب؟!!