ما يسود في الكتابات والتصريحات والخطابات ووسائل الإعلام والتواصل , مسميات تضاف إليها كلمة (الديني) , كالحوار الديني , والتقارب الديني , والخطاب الديني , وغيرها العاصفة في الوعي الجمعي , وكأن الديني يتمتع بالليونة والمرونة والإستعداد للتغيير والتطور والتبدل وما يتصل بهذه المفاهيم.
الديني راسخ , وكل راسخ مقيم , بل أنه متخندق ومتمترس ومتمسك بما فيه , فلا يعرف ماهية سواه , ولا يقترب من أحدٍ غير ما فيه وما يراه.
فهل تتحاور الأحجار؟!!
الديني لا يتحاور مع الديني!!
الديني لا يتقارب مع الديني!!
الديني يتنافر مع الديني!!
الديني يتقاتل مع الديني!!
فلا دين إلا ديني!!
الأديان تتقاتل , وبها يتحقق تسويغ سفك الدماء وتبرير المآثم والخطايا , وأبشع السلوكيات البشرية يتم القيام بها بإسم دين.
ولولا وجودها لعرف البشر المعاني الإنسانية , وماهيتهم الحقيقية ولتآلفت قلوبهم وعاشوا إخوانا على الأرض التي ستضمهم جميعا.
فالأديان في جوهرها مبعث العداء والعدوان , ومنطلق الشرور المقنعة بالمثل السامية والقيم النبيلة , التي تنتهك حُرماتها على أنها من مبررات التعبير عن الإيمان بدين!!
فهل وجدتم دينا بلا خطايا وآثام؟!!
وهل وجدتم دينا يعترف بدين؟!!
فلننظر بعيون الإنسانية لبعضنا وحسب!!