الشعوب تسعى للحياة الديمقراطية لتحقيق العدالة الإجتماعية , وتأمين الحقوق الإنسانية المنصوص عليها في لوائح الدنيا المعاصرة.
ولكي تقرر الشعوب مصيرها لا بد من عيون تراقب , وقوى تعارض وتنتقد أي إنحراف أو إضطراب في تقديم الخدمات للمواطنين , وبهذا تكون الصحافة حرة وذات دور فعال في ترسيخ القيم وحماية المواطنين من سوء إستخدام السلطة , والإستبداد بواسطة الكراسي التي تحفز الرغبات المطمورة.
وعندما يتحول الفساد في أي مجتمع إلى سلوك مقبول ومشرعن بفتاوى بل ومقدس , فالحديث عن الديمقراطية سيكون عدوانا عليها.
الديمقراطية في جوهرها آلية لمنع الفساد , أما أن تصبح وسيلة لرعايته وتعزيزه , فهذه حالة معبرة عن سوء السلوك وإستعباد الشعوب وقهرها , وسلبها ما عندها من الثروات والتطلعات , ودفعها إلى ميادين الوعيد والفناء.
فالدول الديمقراطية تطورت وتقدمت لقدرتها على منع الفساد والقضاء على آفاته في مهدها.
فالفساد يقتل الديمقراطية ويمحق وجودها , لأن آلياته إستحواذية وذات توجهات رغبوية تساهم في محاربة أي خطوة إلى الأمام , وترعى الخراب والدمار , لأنهما من ضرورات الإستثمار المربح فيه.
فالديمقراطية ضوء ساطع , والفساد ظلام دامس , والحياة تورق وتتنامى في البيئة الديمقراطية , وتتعفن في أقبية الفساد المانعة للضوء.
فهل تصلح الحياة في مستنقعات الفساد النتنة؟
إن أولياء الفساد وقادته , أعداء الحياة الدنيا والدين , وما يمت بصلة إلى الصدق والإخلاص والأمانة , والروح الوطنية المؤثرة في صناعة المجتمع المكين.
ووفقا للمعطيات السلوكية , الفساد هو الداء الطاعوني القاتل لأية تجربة ديمقراطية , فالأرضية يجب أن تكون صالحة للبنية الأساسية الكفيلة بإزدهار الحرية , والمحافطة على قيمة الإنسان وحقوقه.
فهل سنتوقى من الفساد لنكون؟!