مجتمعات الديقراطية الحقيقية تؤمن بأن الكفاءة إقتدار , ومجتمعات الديمقراطية المزيفة يكون فيها التحاصص إنهيار , وشتان بين الحالتين.
المجتمعات المتحاصصة يقضي بعضها على بعض , ويفقد الوطن قيمته , ويكون التركيز على المكاسب الشخصية والفئوية , فتنهار الدولة وتضعف مؤسساتها , وتسود الفوضى , ويعم الفساد والمحسوبية والعمل بموجب المذهبية والتحزبية والمناطقية , وغيرها من الموجودات الإنفعالية الخالية من التدبير والروية والعقل.
الديمقراطية تعني الكفاءة وحسب , ومن يريد وطنا حرا كريما متطورا عليه أن يأتي بالأكفاء الأذكياء ليخدموا الوطن ويسعدوا المواطنين , أما الذين يؤمنون بأن الكرسي هو الوطن , وعليهم أن يتصارعوا من أجل الإمساك به , والإستحواذ على غنائمه المنهوبة من الشعب , فهؤلاء ضد كل شيئ في الوطن.
إن بعض المجتمعات إرتضت أن تكون كلمة محاصصة من موادها الدستورية , مما تسبب بتداعيات , وجعل المشتركين بالحكم يقومون بدور “الحرامي” , وكأنهم من جماعة “علي بابا” , والكرسي منبرهم الذي ينادون من فوقه “إفتح يا سمسم”!!
الكراسي في مجتمعات الديمقراطية الحقيقية لخدمة الشعب لا لقهره وتجويعه وظلمه , والقبض عليه بالحرمان من أبسط الحاجات الأساسية , ومصادرة حقوقه الإنسانية.
إن ما تعيشه بعض المجتمعات المدّعية بالديمقراطية , تفاعلات إنهيارية لتدمير ما هو ديمقراطي بإسم الديمقراطية , فلا توجد في مجتمعات الدنيا أحزاب مؤدينة وترفع رايات الديمقراطية , وهي متزمتة وترى غيرها على باطل وعندها الحق المطلق , فكيف لمتعصب أن يلبس قناع الديمقراطية ويتظاهر بها؟
الديمقراطية بحاجة لوطن عزيز مصان السيادة , ولقوة عسكرية وأمنية , وإقتصاد قوي يساهم في تحقيق تطلعات الشعب , وإن لم تتوفر شروط الحياة الحرة الكريمة في الزمن الديمقراطي , فلا خير يرتجى منها , وما هي بديمقراطية , مهما إدّعى المتاجرون بها , لإفتراس البلاد والعباد.
فهل من كفوء في الكرسي المناسب؟!!