18 ديسمبر، 2024 6:57 م

هي الدول التي يتسنم السلطات فيها الذين حُقنت رؤوسهم بما يضر ولا ينفع , والملعوب بأدمغتهم , وتحقق برمجتهم بأساليب نفسية إنفعالية , تتسبب بإعما بصائرهم وشدهم نحو سلوكيات جائرة.
فلا يرون الواقع ويعيشون داخل متاريس وقواقع سميكة تمنع تواصلهم مع نهر الحياة.
وأكثرهم صم بكم عمي لا يفقهون , ومعضلتهم رؤاهم القاصرة السوداء , التي تأخذهم إلى دروب العدوان والآثام , والتنعم بالخطايا والعثرات.
وبهذا تكون الدول التي جيئ بهم ليمسكوا بمصيرها , مضحكة , بلا دستور ولا قانون , ولا هيبة ولا مؤسسات , وما فيها سيخضع لإرادة مَن يدّعي ما يدّعيه ويُحسب على أنه من العارفين.
خصوصا عندما تكون الطائفية عقيدة , ولها مرجعا ما يراه هو الدستور والقانون.
وفي الحقيقة يتحول إلى حاكم مطلق الصلاحيات , ولكن من وراء حجاب , أو يُراد له أن يكون كذلك , لكي تدوم الدولة المُضحكة.
وهذه الدولة يندفع لإفتراسها مَن عنده مخالب وأنياب , فيتزاحمون على حماها , ويتدخلون بشؤونها , وكل مفترس يرى عليه أن يقبض على جزء منها , فتتكون فيها كيانات مفترسة تابعة لأسيادها المتوحشة.
وفي زمن التواصلات العدوانية السريعة , صارت هذه الدول لقمة سائغة بأفواه الطامعين.
فهل تقوم قائمة للدول المُضكة؟
الجواب كلا , خصوصا عندما تكون المؤسسات طائفية ومأمورة بمَن كلمته هي العليا , فهو القائد المطلق , ففي ذلك تأمين لدوام العنائم والإستحواذ على الثروات بإسم الدين , الذي ينتشر بفتاوى الجاهلين , المندسين القائمين على مشاريع صناعة الفتن وتدمير الدين بالدين.
ومن المخزي أن تكون الدول بما فيها من مكنونات حضارية قابعة خانعة بأحضان الدول الطارئة , التي تنشب مخالبها في بدنها وتمزقها بأنيابها , وهي كالحَمل الوديع , لا تواجه وتتحدى وتعلن أنها ذات كرامة وعليها أن تقرر مصيرها بنفسها , لا أن تتدحرج في ملاعب المتوحشين , الذين يسجلون أهداف مصالحهم في شباك ضعفها وتصاغرها النفسي , وتقوقعها في أوعية التبعية والخسران , وتحسب آكليها هم الأعلى ومن حقهم جعلها ثريدا في أواني أطماعهم وشراهتهم العمياء.
فهل ستتعلم الضحك أم ستتواصل بدور المضحكة؟!!