العنوان مشتق من المثل الشائع “شعيط ومعيط وجرار الخيط ” والأخوة المصريون يقولون ” شعيط ومعيط ونطاط الحيط” , ويُستعمل للكناية عن التافهين عندما يتولون أمرا عظيما , كحكم البلاد.
وقصة المثل معروفة , ومولده البصرة , وفعلَ معيط ما فعل وزاد عليه إبنه شعيط بفعلة أكبر.
دول تضع في الكراسي شعيط ومعيط , وتدفع بالمؤهلين الكفوئين إلى “تشميع الخيط” (المغادرة) , فتخلو من العقول القديرة الخبيرة , ويستحوذ عليها آل باقل (رمز للبلاهة والغباء) , ويُدفن مَن له صلة بسحبان (رمز الحكمة والذكاء) في غياهب الهجران.
تلك أحوال بلاد نفرت منها العباد , وصار الدين فيها بائدٌ ومُباد , وكل ما عليها فساد.
فلا تتحدث عن عمران وبناء إنسان وتأمين حاجات حياة , فلا قيمة لشيئ سوى الكرسي المتوَّج بالأسياد , والتابع قابع فيه , يتمرغ بالإنتقام والأحقاد.
إنها بلاء سافر , وعدوان غادر , وخداع كاسر , والفضائل دون الرذائل.
دستورها بهتان , وسعيها شنّان , وأباطرتها محوّطة المكان , وخَلقُ الله يتساقطون من القهر والجور في الوديان , وما نظروا بأحوالهم , وقد رأف بهم الشيطان , وهم بلا ضمير ولا قيم ولا بعض إنسان.
عجائب شعمطية , في بلادٍ شقية , فقيرة وهي ثرية , أناسها تمشي على العسجد , ويمتهنها القحط والرزية.
بلاد ذات نفط وقحط , البواقل فيها أسياد , والفطاحل أنداد , وتسير على الأشواك , وتصفدها الأسلاك , والتابعون فيها يستولون على الأملاك , وقائلهم ينادي حي على الصلاة , ومعممهم مغالي وكريم بالفتاوى الذاريات.
إختلط الدين بالكرسي , والكفر بالإيمان , والعمامة بالسوء والبهتان , ودارت السنون فأصبح اللطم إبداع وفنون , وذرف الدموع جنون وإيمان.
إنها دولة شعمطية , ولن تصل إلى ميناء سلام , ما دام الغراب فيها حمام , والرذيلة فضيلة , والدين قناع , والإيمان تقليد وإتباع , والعقل مُباع , ومَن يريد الحياة عليه الإنصياع لمَن يتمنطق بالأوهام , وعلى سفوحها يسكب الأحلام , والأتباع المغفلون في إضطرام , وهو في رفاه وسلام.
ودام التخنع والإستسلام , والظلم والظلام!!