يبدو أن هناك خلط بين التخنيع والتخوين , فالمطروح أن دول المنطقة أو بعضها تخون , وتعلن ما تعلنه من خطوات ومشاريع في جوهرها الحفاظ على وجودها مهما كان الثمن , “تسلم بريشها”!!
ذلك أن دول المنطقة بأسرها مهزومة تكنولوجيا , وتسود فيها الأمية التقنية , وتتحكم بمجتمعاتها الباليات الغابرات , التي تم إخراجها بأزياء دينية.
فالمهم العيش فيما مضى وداسته سنابك القرون , وتقليد هذا أو ذاك من أدعياء إمتلاك الحقيقة المطلقة , وما تمليه عليهم أهواؤهم هو الدين القويم المستقيم.
مجتمعات يتحقق إلهاؤها بالحسب والنسب , ومعشر فيها سادة ومعشر عبيد , وللسادة دواوين ومشيخات تصرف عليها الأموال , لشراء الذمم وتأمين التبعية والخنوع ومصادرة العقول.
مجتمعات عندما تتابع إعلامها تجده موجها لتمرير أجندات خارجة عن العصر , ومتولعة بإستحضار الدارسات , وتبديد الجهود والطاقات بالتوهم بنفخها بإكسير الحياة , وهي رميم وفي الأجداثتقيم , فما مات عاش , وما هو حاضر وآتٍ فات , وتلك طامة كبرى , وتدحرج مأساوي إلى مهاوي الفناء.
فالدين الذي أحيا الأمة سيبيدها عن بكرة أبيها , فأعداؤها تعلموا أنها تُفنى بما تريد , ولا يوجد مُراد لم يكن له مردود عكسي فظيع في واقع دول المنطقة.
وبموجب هذه الفرضية المعمول بها منذ عدة عقود , فأن مجتمعات الأمة ستتآكل , وستتوزع على دول الدنيا , وسيتحقق إحلال مجتمعات غيرها فيها , فالأمة بدولها إلى زوال أكيد , والدول التي تتوهم البقاء بالخنوع , سيكون مصيرها المأساوي محتوم وقريب.
تلك حقائق تأريخية وتفاعلات دولية , يمكن رؤية مآلاتها وتقدير نتائجها , وما دامت دول المنطقة بلا عقول , وتواجهها دول ذات عقول , فأن إفتراسها , وتوريطها بما يقهرها , من أسهل التفاعلات والإجراءات اللازمة لتحويلها إلى ثريد.
” وما نيل المطالب بالتمني…ولكن تؤخذ الدنيا غلابا”!!
فمَن الغالب ومَن المَغلوب؟!!
با أمة ما إعتصمت بأي حبل!!