22 ديسمبر، 2024 6:49 م

الدوغماتي (دوكماتك) وهي كلمة إغريقية المنشأ مشتقة من (دوكما) التي تعني : ” ما أعتقده هو الحقيقة”.
(الدوكماتيكوس) تتعلق بفقه تعاليم الإعتقاد , أو التعبير العملي عن الإيمان بالمعتقد , وهي منظومة سلوكية أخلاقية معبرة عن الإيمان بالمعتقد.
والدوغماتي هو الذي يتبع تعاليم أخلاقية وإيمانية , وهي مجموعة من التصورات التي لا تقبل السؤال.
وتشير إلى رأي مكابر مستند على نظريات غير مثبتة , ويتمسك بالرأي رغم الحقائق والأدلة الدامغة التي تدحضه.
فقد يقول أن الأرض لا تدور حول الشمس , ويؤمن بذلك ولا يقبل أي دليل يعارض تصوره.
ويمكن القول أنها التمسك بالرؤية والتصور والإعتقاد رغم وجود العديد من البراهين التي تدحضها , وهذا أشبه بالوهم الذي هو في أشهر تعريفاته أن يعتقد الشخص بشيئ لا يمكن زعزعة إعتقاده به بالأدلة والبراهين والمنطق السليم.
فالمتوهمون يتمسكون بما يرونه ولا يأبهون بالحجج الواضحة التي تدحضه.
والمعرفة نسبية ولا يمكنها أن تكون مطلقة , وهي متغيرة ومتطورة , فما نعرفه اليوم ما عرفه السابقون , ما سيعرفه اللاحقون لا نعرفه اليوم.
ذلك أن الوجود متحرك والحركة تعني التغيير والتجدد والتبدل , فالأرض تدور في منظومتها الكونية الدوارة , ومعها كل موجود يدور , ولا يمكنه أن يستمر على حاله , بل تتحقق فيه تفاعلات وتطورات وحالات تفضي إلى وصوله إلى ما يجب أن يصل إليه بقوة الحركة الفاعلة فيه.
والدوغماتية (الدوكماتزم) تؤكد الجمود والثبات وتنكر الحركة وتحسب أن ما هي فيه جوهر المطلق والحق الأوحد , ولا يمكن لأي مخالف أن يقترب منها أو يتفاعل معها , لأنها في جوهرها عزلة وإنكماش وإنطمار بما لا يجوز من الأطمار.
وهذا يتسبب بتداعيات منافية للحركة وطبع الحياة.
وبمعنى آخر , إن الدوغماتية , تعبير عن الموت والفناء وعدم النفاعل مع الحياة التي تتوهمها بركة هامدة , وتنكر أنها تيار متدفق الجريان.
وذلك يشير إلى أنها حالة وهم وإضطراب تفكير وإنغماس في المرير الخطير , لأن الوهم يوجب عليها القيام بما يتوافق وقوة فعله فيها.