17 نوفمبر، 2024 6:58 م
Search
Close this search box.

الدم والكرسي!!

واقع الكرسي منذ تأسيس دولنا يتميز بالدم , فإنطلقت مسيراته لتأمين الحكم , وتواصلت إلى الوقت الحاضر.
فالتغيير مقرون بالدم , فالأمويون أخذوها بالدم , والعباسيون كذلك , وكل حاكم أو خليفة في الدولتين كان يأخذها بالدم , وتواصلت علاقة الدم بالتغيير في زمن الدولة العثمانية , وبعد سقوطها , إستمر العرب بدولهم ينتهجون التغيير بالدم , والمثل الواضح في العراق وسوريا , واليمن والدول الأخرى.
إنه الدم الذي نجيد سفكه , دم الأخ العربي المسلم , فنحن نقتل من بعضنا ما لم يقتله أحد منا.
العباسيون قتلوا من الأمويين العرب المسلمين مئات الألاف وأبادوهم إبادة جماعية مروعة , وفي مسيرة دولنا أعدم الحكام من مواطني دولهم عشرات الآلاف لأنهم يعارضونهم أو لا يتفقون معهم , أضف إلى ذلك الإغتيالات وغيرها من أساليب القتل التي أبدعوا فيها.
ومنذ إنطلاق الدولة ونشوء السلطة والحكم , قُتِل من العرب والمسلمين الآلاف تلو الآلاف بإسم الدين , وبموجب فتاوى شياطين الكراسي الغانمين.
فعلاقة الكرسي بالدم موروثة ومتأصلة في أعماق الخلايا ومترسخة في الوعي الجمعي , ومن الصعب تصور تغييرا بلا دم , فأي تحدي للكرسي يصاحبه قتل مروع , وإغتيالات وإعتقالات وتعذيب متوحش , ولهذا لن تفلح أي تظاهرات ولن تنجز أهدافها , لأنها ستواجَه بقوة مسعورة فتاكة , فالقتل ديدن الكراسي لكي تبقى في السلطة.
ومَن يتصور أن الديمقراطية ستستتب في دولنا فهو على وهم , فهي وسيلة لتأكيد الفردية والفئوية والتدمير المنفلت للدولة , وهيمنة العصابات على مقدرات المواطنين.
فديمقراطياتنا دموية , وذات فتاوى ملزمة وفوق القانون والدستور , وفيها للتبعية سلطان , وللخيانة مكان وأمان.
فسفكك الدماء ديننا ومذهبنا وشريعتنا , التي بها يتحقق الظلم والإنتقام , والفساد والغنيمة وإمتهان الأنام ,
فالكراسي بخير مادام الشعب مُستضام , والرعب من الحُكّام إمام!!
فهل من قدرة على بناء نظام حكم راسخ رشيد؟!!

أحدث المقالات