22 ديسمبر، 2024 11:47 م

هاجمتنا الدَّبابيرُ
والنّحْلُ في لوعةٍ ،
والرحيلُ اغتراب
….
رحلَ اﻻصدقاءُ،
مضوا .. في شتات الضبابْ
ولهُمْ همّهمْ ، ومشاغلهم،
والذي بيننا حسرةٌ .. واكتئاب
اعتكفنا .. وكلٌّ الى غربتين ..
هنا أو هناك ..
فأمسى اللقاءُ كما تلتقي غيمتان
على جبلٍ قاحلٍ يستطيبُ العذاب
وارتأيتُ المكوث هنا قانعاً بالذي
قسم اللهُ من محنةٍ بين غابٍ وغاب
….
كادَ لفحُ الضغائن يخنقني ،
والدخانُ الذي قد تصاعد من شررٍ أسودٍ
في الأعاصيرِ،
بعدَ انقضاضِ الدبابيرِ
مستعرٌ والذين مضوا للمقادير
لم يسلموا من أذى اللسعات
ولم يتحاشوا السمومَ
التي اغتسلت بالرضاب
حزنُهم وسِع أحلامهم
والسماءُ التي محقتها
وسِع ليلِ المآسي
التي طوّحتني بعاصفتين،
فكيفَ إوائمُ بينهما،
أو أميزُ بين الندى والسراب
والمساءُ هنا بومةُ …
والصباحُ غرابْ
والدبابيرُ تلسعُني كل حينٍ ..
وجلدي الترابْ
……
الدبابير لا تستحي،
قد تباغتك في المنام
بغية الإنتقام
كلما ضقتُ ، زاد السخام
والدخانُ تصاعد ..
قد غمر الضفتينْ
وأنا بينَ بينْ
….
عندما أوغلوا بالدمار ،
استعدتُ من الأرض قصديرها
وابتدعتُ ربيعاً جديداً يبلُّ الذبولَ
ولا ينحني للعواصفِ في الجبهتينْ
فأي المرارات أقسى ..؟
وكلّ المرارات حمّى ،
وشوك المكائد أدمى اليدينْ
انَّ مَنْ يستمع للدماء
ولم يبتكر غيمةً من لُجيَّنْ
كان مثل الدبابير في المقلتينْ ؟
تتورمُ لسعتها بالغروب ،
ولا يغمضُ الجفنُ منها،بغير الذنوب

قد جزعت فلا خير في وطنٍ ،
الدبابير فيه هواءٌ وماء
الدبابيرُ خلفي ،
وللحينِ نائحةٌ تتناسلُ في النارِ
بين الحروبْ
تتدحرجُ ..نحو ذراعين
من شفقِ الثلج حتى يذوب
ومثل الكلاب التي لاتنام ،
ولا تكتفي بالهرير
وفي اللسع من دمها تستنير
و لا ترتدي وجهها القمطرير
ربَّ سربٍ بذات الضغائن
في عتمةِ الجلد يسري
ولكنه لايطير
غير أنَّ الدبابيرَ مثل الهواء ، تحسُّ بهِ،
أو تراهُ هنا يستدير
….