المسافر الاخضر ، أو الطائر الآخر ، هو الطائر الذي انطلق من مطار بغداد سابقا (بقايا مطار المثنى حاليا ) لأول مرة عام 1946 يحمل امال العراقيين في ناقل جوي وطني يضاهي خطوط الآخرين ، وقد تحقق ذلك بفعل إرادة وطنية كانت السباقة في إنجازها للكثير من المصالح الحكومية التي سبقت بدورها وإنجازاتها الكثير من دول المنطقة ، وكنت وانت على متن ذلك الطائر المحلق فيك بين طيات السماء تشعر بالفخر لتلك الوجوه الشابة الباسمة بدأ من الكابتن والمساعد وصولا إلى المضييفة الأنيقة وهي تتوشح بلون اخضر يرمز إلى هوية العراق الاخضر آنذاك ، وكنت تشعر بالمتعة لما يقدمه الطاقم من خدمة وذوق وطعام ونظافة الطائرة ، واليوم تتفاجأ بتوجيه السييد وزير النقل الشركة لتحسين وجبة الطعام ولا بأس أن تكون من المطابخ العراقية والأجنبية ، على أن يتم فحص الوجبات مختبريا للتأكد من صلاحيتها للاستهلاك الادمي ، وهذا ما دفعنا للقول إن الشركة بحاجة إلى تحسين الأداء وضبط مواعيد الاقلاع والوصول ، وتحسين الزي بما يتناسب ووظيفة من يسهر على راحة المسافرين.
أن تاريخ الخطوط الجوية العراقية منذ تأسيسها وانفصالها عن هيئة السكك الحديدية ، كان تاريخا حافلا بالتطور الالي والنوعي ووفقا للتطور العالمي الذي يشهده الطيران المدني ، غير أن هذا التاريخ تعرض لانتكاسات متوالية منذ العام 2003 أسوة بمرافق الدولة الأخرى ، لكن ما أصاب الخطوط الجوية العراقية فاق الحد المسموح به جراء تعاقب الوزراء الفاشلين على وزارة النقل وجراء تعيين مدراء عامين وفقا لمبدأ المحاصصة بعيدا عن الاختصاص والكفاءة أو حتى الذوق السياحي العام ، واليوم تشهد الخطوط الجوية العراقية الاضراب تلو الإضراب لما تعانيه هذه المؤسسة من فوضى إدارية وخسارة مالية بعد أن كانت في السابق منشأة حكومية مربحة ونود أن نذكر المواطن العراقي أن الطائرة لا يمكن بأي حال أن تكون محلا لاستعراض العضلات والكلمات غير اللائقة لأنها تعد وجها حضاريا للعراق أمام العالم المتحضر….