22 ديسمبر، 2024 5:27 م

الخطف مو عادة غريبة!!

الخطف مو عادة غريبة!!

الخطف: أخذ الشخص قصرا وإحتجازه في مكان ما , طمعا بفدية أو غيرها.
عندما يتحول الخطف في أي مجتمع إلى سلوك عادي لا يستثير النخوة والغيرة , فاقرأ على ذلك المجتمع السلام , لأنه أصبح كالقطيع الذي يختار منه الجزار ما يرغب كل يوم , ولا يستطيع الفرد فيه أن يثاغي , لأن الجزر مصيره , فالجميع دربهم إلى القصاب بعد حين.
ورحم الله المطربة سليمة مراد وهي تغني ” الهجر مو عادة غريبة …لا ولا منكم عجيبة” , ولو غنتها اليوم لأبدلت كلمة هجر بخطف.
أ يصح في الأفهام , أن يُخطف الناس في المدينة , وأبناؤها , لا يبالون ولا يعنيهم الأمر لا من بعيد ولا من قريب , ولسان حالهم يقول ” أستر عليه” , ” لا تبلاني” , “لا سمعت ولا شفت” .
لا يوجد مثل هذه التفاعلات التجاهلية في أشد المجتمعات تخلفا وإنحطاطا , وهذا يحصل في مجتمعات تقول بأنها مسلمة , وفي مدن ذات تطلعات إيمانية , وتنتشر فيها الدواوين ومجالس العشائر المدعية بأنها ذات حسب ونسب رفيع.
مَن لا يهب لنصرة أخيه ورفض السلوكيات الجائرة المعادية لأبسط القيم والأعراف , ستدور دائرة السوء عليه , فالقطيع الذي لا يأبه لأي فرد من أفراده , سيحين وقت فنائه.
خطف متواصل , وإنتهاك لحقوق الإنسان , وعدوان آثم على المكان , وتجاوز وإمتهان , والذي ينادي بالحق مُدان , والمغيبون في خبر كان , ولا من صوت يتحدى ويجابه ويردع التمادي بالهوان , والمذلة والنيل من مجتمع يتطلع للأخوة والأمان.
يخطفون , والدولة وأجهزتها لا يعنيها الأمر , فالقائم بالجريمة طرف آخر مجهول الهوية , وعليك أن تثبت أن الجريمة وقعت , والخطف حصل , وإلا فالإدعاء كاذب , وعليك أن تأتيهم بالدليل والبرهان , فالخوف والرعب سلطان..
بربكم لو حصلت جريمة خطف في أي مكان , لأقيمت الدنيا ولم تقعد حتى تعرف أجهزة الدولة مصير المخطوف وتقدم الفاعلين للقضاء.
أما في مجتمعات الحكومات المستترة , والمجاميع المسلحة التابعة للآخرين , فالدنيا تمضي على حل شعرها , والمواطن رقم من الأرقم , لا قيمة له , وسيان بين حياته وموته , وما الخطف إلا من الإيمان , فهو مشرعن بفتاوى وتخريجات فئوية قائدة.
فهل في هذه المجتمعات قيمة وحقوق للإنسان؟!!
و”قد بلينا بمبير…يذكر الله ويذبح”!!
د-صادق السامرائي