22 ديسمبر، 2024 5:29 م

خطف الشخص: أخذه قسرا محتجزا إياه في مكان ما طمعا بفدية أو لأمرٍ ما.
الخطف سلوك إعتاد عليه أبناء البلاد المنكوبة بالمجاميع المسلحة , المؤسسة لوجودها الكبير المحصن بقوى حزبية وطائفية وإقليمية , وهي التي تقرر مصير العباد بإسم ربها الذي تنوب عنه فوق التراب , وتأتمر بفتاوى ممثليه الملعونين إلى يوم الدين.
فالذي يغادر بيته قد لا يعود إليه , وتتوارد قصص الخطف المتكرر وبالجملة بين حين وآخر , فناعور الخطف دوّار , وبوقاحة وأمام أنظار الجهات الأمنية بأنواعها , وبعلم أجهزة الدولة وكياناتها (المسؤولة) , ولا يستطيع الواحد فيها ومنها أن ينبس ببنت شفة , لأن مصيره سيكون مجهولا , وستلفق له تهما تلقيه في غياهب النسيان.
فما هذا الجور والإمتهان , والمصادرة المتوحشة لحقوق الإنسان , وسحق قيمة المواطن , وإلغاء دوره في الحياة , والتمتع بترويعه وقتله , دون مساءلة أو حساب.
مَن يحكم البلاد والعباد؟
هل توجد حكومة؟
ما يجري وصمة عار في جبين القائمين على حكم البلاد , وجريمة إبادة ضد الإنسانية والدين والوطن والقيم والأخلاق , وكافة المعايير الحيوانية والبشرية.
ما هو دور وزارة الداخلية؟
أين صوت وفتاوى المرجعيات , التي عليها أن تحرم الخطف , لأن المتهمين به من إنتاجها.
هل توجد فتاوى بتحريم خطف المسلم للمسلم؟
هل توجد فتاوى ضد جرائم الخطف والإغتيالات؟
هل توجد فتاوى تقر بالقانون والدستور والعدالة الشرعية؟
الوضع مضطرب , وكل يفعل ما يشاء , وكل مجموعة حكومة , وعلى رأسها مؤديَن يفتي بما يحلو له لتأمين سطوته وإدامة غنائمه.
وكل مَن عليها مخطوف , اليوم يسير على قدميه وغدا مقبوض عليه , بإسم ذريعة أفتى بها شيطان معمم رجيم.
فكل سلوك بشع ومخالف للقيم والدين وراءه فتوى تبرره وتشجع على تكراره , وتحسبه من ضرورات التقرب إلى ربها , والتعبير الأمثل عن جوهر ما تعتقده وتراه على أنه الدين القويم.
وما أكثر المغفلين , وما فاز بها غير أعداء الأمة والدين , وتبت أيادي المجرمين!!
و”ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ…حمر الحواصل لا ماء ولا شجر”!!
د-صادق السامرائي