المشكلة العاصفة في أرجاء الأجيال , أنهم يخضعون للمعلومات المزيفة المقدمة بآليات إقناعية وإحباطية , ومهارات تسويقية وتسويغية لا تُجارى , فيصدقونها ويكررونها وتصبح من الثوابت الفاعلة في دنياهم.
ومنها أن السيف كان الوسيلة للهيمنة ونشر المعتقد , وهذه فرية كبرى إنطلت على أجيال الأمة , فهل تساءلنا عن البشرية وما عندها من سلاح على مر القرون؟
السيف هو السلاح الذي رافق البشرية لآلاف السنين , ووظيفته قطع الرؤوس , وقد قتل السيف أضعاف ما قتلته الأسلحة النارية في القرن العشرين.
فالبارود بأسلحته بدأ إستخدامه الفعلي في القرن التاسع عشر , وتضاءل دور السيف بعد ذلك , وبقي رمزا للقوة والهيمنة.
الذين يتهمون الأمة بما قامت به ويتجاهلون الأمم الأخرى وكيف كانت تعيش وتقاتل , ينظرون للأمور بمنظار الحاضر الذي لا يعرفها , ويتصورنها وفقا لما تمليه الرغائب والأهواء.
إن عدوانية الأمة أقل من عدوانية غيرها من الأمم , وبالمقارنة فهي تتفوق عليها بالرحمة والتسامح , ولهذا ما أبادت أصحاب العقائد الأخرى , ولا فعلت بهم مثلما حصل لأبنائها في الأندلس في القرن الخامس عشر.
إن هذه الإفتراءات يُراد من ورائها تغييب الدور المعرفي العلمي للأمة , والتركيز على أنها أمة دموية تعرف القتل والتناحر البيني , ويتم طمس تراثها الذي أنار المسيرة الغربية , التي تتبجح بالتقدم وترمي الأمة بالتخلف والعجز.
ليس من الإنصاف التركيز على ما هو سلبي في مسيرة أية أمة وإغفال أحوال غيرها في حينها.
وما يحصل في واقعنا وبجهودنا , إذ نركز على السلبي وننكر الإيجابي , ونخضع للمؤثرات النفسية الفاعلة في وجودنا المرهون بالفاعلين فينا.
وهكذا أصبحنا عاجزين عن إطعام أنفسنا , وإستلطفنا التشكي والتظلم وجلد الذات , والبكاء على الأطلال , والإيمان بأن الذي مات ما فات.
وتلك مصيبة أمة بأجيال ترتع في ميادين التابعين القابعين المغفلين المحققين لمصالح الآخرين!!
علوم في مواطننا تلاشت
وأحلامٌ بأجيالٍ توارت
ألا بعقولنا جئتا أصيلا
بنا الأمجاد في زمن تعالت
خلت أمم معالمها أبانت
بعلم في حضارتها أجادت