22 ديسمبر، 2024 9:48 م

في هذه السطور القليلة أود الحديث عن عنوان الحوزة الناطقة، كي أقطع الطريق أمام بعض المغرضين، أصحاب القلوب المريضة، الذين يتخذون من الوهم والجهل والكذب والبهتان وسيلة تافهة ورخيصة ﻷجل تشويه الحقيقة، وإبعاد الناس عن شهيد الله المظلوم السيد محمد الصدر(قد)، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
لقد تميز الشهيد محمد الصدر(قد) بالدقة في تسمية اﻷشياء، فهو لا يعتمد على الارتجال في تسمية اﻷشياء، وأعني بالارتجال، اﻹرتجال بحسب الإصطلاح المنطقي، نعم، كان دقيقا في تسمية اﻷشياء، بحيث نجد دائما التطابق بين اﻷسم والمسمى، والحوزة الناطقة شاهد على ذلك…
إن السيد الشهيد محمد الصدر قدس الله نفسه الزكية صنف الحوزة الى صنفين: حوزة ناطقة وحوزة ساكتة، ومن المعلوم لكل من يفهم في علم المنطق، أن التصنيف يتعلق باﻷفراد، كتصنيف أفراد اﻹنسان الى عراقي وهندي وفرنسي….الخ
فالسيد الشهيد محمد الصدر(قد) صنف الحوزة الشريفة من خلال مصاديقها الخارجية التي كانت معاصرة له.
وقد أستطاع أن يبرهن على ان الحوزة الناطقة هي اﻷصل، وأن منهج السكوت أو الحوزة الساكتة هي الحالة الطارئة…فقد قال السيد الشهيد محمد الصدر(قد) في الجمعة الخامسة والأربعين ما نصه:
[” بل من المستطاع القول، -لاحظوا هذا ايضا قليل سامعيه ربما ما مفكرين بيه اصلا، إسمعوني- ان النبي (صلى الله عليه واله) والمعصومين (سلام الله عليهم) من الحوزة الناطقة المجاهدة وليس فقط مع الحوزة، وانما هم من الحوزة الناطقة المجاهدة.
فاننا لا نعني -لاحظوا-فإننا لا نعني بالحوزة الدينية الشريفة الحوزة غير المعصومة -يعني الحوزة الموجودة الان! هواي ضيق بالتفكير حبيبي! إرتق عن هذا المستوى حبيبي – الحوزة غير المعصومة او الحوزة المؤسسة في عصر الغيبة الكبرى، لانعني ذلك. بل نعني بها ما هو اوسع من ذلك بالمعنى الشامل للمعصومين واصحابهم وطلابهم وانصارهم (گول لا !).بطبيعة الحال اكيد مائة بالمائة، وكلهم ناطقون مجاهدون بالمقدار الذي يجدون فيه المصلحة والحكمة (گول لا !).
فمن المستطاع القول ان الحوزة الناطقة المجاهدة تأسست، متى ؟ في يوم الدار في اول مباشرة النبي (صلى الله عليه واله) اعلان دعوته للمجتمع حين دعى عشيرته الاقربين وكان اول من آمن به واجاب دعوته امير المؤمنين علي بن ابي طالب (سلام الله عليه)،

واستمرت الى العصر الحاضر وستبقى الى يوم القيامة متمثلة بالامام المهدي (عليه السلام) في المستقبل ومن يكون بعده من الخلفاء المجاهدين.
واغلب علمائنا السابقين -لاحظوا- {مو هو هذا اللي يغث} واغلب علمائنا السابقين هم من المجاهدين الناطقين وليسوا من الساكتين -سبحان الله- “]إنتهى
إن هذا الكلام لا يحتاج الى شرح وتوضيح، بل ولا يستطيع أحد أن ينكره إلا بعد أن يتنازل عن عقيدته وإيمانه بالنبي اﻷكرم(ص)، وأهل بيته اﻷطهار(ع)، فهم الناطقون المجاهدون بلا منازع. وهنا أعود الى عنوان ” الحوزة الناطقة” و ” الحوزة الساكتة ” ، إن السيد الشهيد محمد الصدر(قد) لا يقصد بالسكوت، السكوت المطلق، وإنما كان التصنيف الى ناطقة وساكتة بإعتبار الفلسفة الاجتماعية، وبطبيعة الحال أن هذه الفلسفة لابد أن تستمد من الكتاب والسنة وجودها، فإن المجتمع يحتاج الى التربية، شأنه شأن الفرد، فالحوزة الساكتة لا تهتم بتربية المجتمع ولا تتكفل إنقاذ الناس من الإنحراف!!!.
وهنا ينبغي العودة الى ما قاله السيد الشهيد محمد الصدر(قد) في الجمعة الخامسة والأربعين حيث قال فيها ما نصه:
(” انه لا يجب التبليغ الشرعي الا عند السؤال هكذا قال المشهور واما بدون سؤال فهو غير واجب بل مستحب ولا يجب القيام بما هو ليس بواجب{المستحبات قابل واجبة هم أبطل مالازم}. ولا يجب -حسب العبارة المتعارفة- ولا يجب دق باب الناس الاخرين لا افرادا ولا جماعات ولا طوائف لهدايتهم. {انت تعال اوعي ! وانت تعال افتهم ! وانت تعال فكر! ماكو هيچ ضرورة!} طبعا هذا المسلك التقليدي وليس انا اقول.ومن هنا اتخذت الحوزة القديمة فلسفتها الاجتماعية عن هذا الطريق “) إنتهى
إذن فنهج السكوت قائم على رأي، وهو عدم وجوب المبادرة الى هداية الناس إبتداءا.
وقد ناقش(فند) السيد الشهيد محمد الصدر(قد) هذا الرأي المشهوري في نفس الخطبة قائلا ما نصه:
(” ولئن كان الواجب -الان مناقشة بسيطة لهذا المعنى المشهوري ان الواجب هو الجواب على السؤال وليس الابتداء بالهداية- ولئن كان الواجب هو الجواب عن السؤال فقط اذن لم يكن (اذا كان هذا صحيحا) لاحظ اذن لم يكن هناك اي موجب لهداية النبي (صلى الله عليه واله) لقريش لانهم لم يسألوه عن اعمالهم واقوالهم، كما ليس هناك اي موجب لارسال النبي (صلى الله عليه واله) رسائل الى زعماء العالم يومئذ وملوكها، فانهم لم يسألوه ولم يتعرضوا به اطلاقا، هو دق بابهم واحدا واحدا (گول لا !)، ولنا اسوة بالنبي صلى الله عليه وآله (گول لا . سبحان الله !).كما ليس هناك -إذا صح هذا المبنى المشهوري- أي موجب ﻷرسال النبي صلى الله عليه وآله رسائل الى زعماء العالم يومئذ وملوكها فإنهم لم يسألوه ولم يتعرضوا به اطلاقا، الامر الذي نعرف به بوضوح ان النبي (صلى الله عليه واله) مع الحوزة الناطقة المجاهدة وليس مع الحوزة الاخرى. “) إنتهى

إن السيد الشهيد محمد الصدر(قد) بفضل الله نجح في إحياء الحوزة الناطقة، حيث كان لها الدور الفاعل والرئيسي في هداية المجتمع العراقي في ذلك الوقت. فسلام عليك سيدي يا شهيد الله الناطق بالحق يوم ولدت ويوم قتلت مظلوما شهيدا مع نجليك الطاهرين ويوم تبعث حيا.