خليفتان أمويان اشتهرا فقط باسميهما الغريبين، أولهما يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، الخليفة الأموي الثاني عشر، وسمي يزيد الثالث ويزيد الناقص وكنيته أبو خالد، حكم مدة ستة شهور، ومات بالطاعون عام 126هـ وكان في الأربعين من عمره.
قيل أنه سمي يزيد الناقص لأنه أراد أن يقتدي بعمر بن عبد العزيز فأنقص رواتب الجيش أسوة بعمر بعد أن كان يزيد الثاني الخليفة الأموي التاسع قد زادها، وهذا تبرير غير مقنع لأن السبب الحقيقي يعود الى فعلته الناقصة اذ تولى الحكم بعد قيامه بانقلاب على ابن عمه الوليد بن يزيد فسيطر على المسجد الجامع في دمشق وأرسل أحد قواده فألقى القبض على الوليد الثاني في قصره وقتله، ويزيد الناقص هو أول من خرج بالسلاح في صلاة العيدين، فكان يسير بين صفين من الخيل عليها الفرسان والسلاح من باب الحصن إلى المصلى خوفا من ناقص آخر.
والخليفة الأموي الآخر الذي اشتهر باسمه الغريب أيضا هو مروان بن محمد بن مروان بن الحكم، الخليفة الأموي الرابع عشر، وسمي مروان الجعدي ومروان الحمار وكنيته أبو عبد الملك، حكم مدة ست سنوات وقتل عام 132هـ بمصر وكان في الستين من عمره، وهو آخر خليفة أموي في دمشق.
قيل انه سمي بمروان الجعدي نسبة إلى مؤدبه جعد بن درهم، وقيل أنه سمي بمروان الحمار لأنه كان محاربا صامدا شجاعا يصل السير بالسرى، وأخذ لقبه من المثل “أصبر في الحرب من حمار”.
وأيضا، قيل أن السبب يعود الى أن العرب كانت تسمي كل مائة عام حمارا، فلما قارب ملك آل أمية مائة سنة، لقبوا مروان بالحمار، وذلك مأخوذ من حكاية حمار العُزير.
وهذه التبريرات غير مقنعة لأن السبب الحقيقي يعود إلى تركه العاصمة دمشق وذهابه بنفسه الى شمال العراق لقيادة جيشه في معركة الزاب الشهيرة، فخسر المعركة وخسر جيشه وخسر الخلافة وخسر حياته جراء تصرفه كـ (حمار).
ومن شابه أباه فما ظلم، والخليفتان يزيد ومروان هما أبوان حقيقيان للخليفة الذي ظهر في السنتين الأخيرتين، ولكن ميزة الخليفة الجديد أنه حمل اللقبين معا فهو (ناقص) و(حمار).