الإنتقام: الأخذ بالثأر
هي الحكومات التي يكون أعضاؤها والمتنفذون فيها من المتضررين من نظام حكم قبلهم , فيأتون إلى سدة الحكم معبئين بروح إنتقامية , ضد أبناء الشعب لأنهم سيُحْسَبون على ذلك النظام.
والمجتمعات المبتلاة بهكذا حكومات ستقاسي من أساليب حكمها الساعية للإنتقام وحسب , ولا يُشفى غليلها إلا بالقضاء على الشعب , وبوحشية سافرة وغير مسبوقة , ولهذا تجد ردود أفعالها مروّعة وفتاكة تجاه أي معارض أو منادٍ بحقٍ مشروع , لإن ذلك من سلوكيات الإنتقام التي تندفع نحوها بلا تردد أو إحجام.
ومنهجها تقليل قيمة الإنسان , وإعتبار الفساد من سلوكياتها الحميدة , وقهر المواطنين ديدنها ومن شعائر عقائدها التي تؤمن بها , وتنفذها كما توجب أهواؤها ومقتضيات مطامعها ورغباتها السيئة.
وهي تحسب ما وضعت يدها عليه غنيمتها ومن حقها التصرف به كما تشاء , فالبلاد وما فيها وعليها تُعد من غنائمها , وبموجب هذا المفهوم المنغرس في وعيها ومعتقدها , يكون الناس عبيدا وسبايا وأسرى , ولا يحق لهم إلا ما يقرره الذي غنمهم وإمتلك مصيرهم.
فلا يجوز للغنائم أن تنطق بما تريد , وعليها أن تقنع بمصيرها وتتبع وتخنع , وتطيع غانمها صاحب حق العمل بها كما يشاء.
وفي هذه الحالة التي تبتلى بها بعض المجتمعات , يتحول البشر إلى أرقام , وأدوات مطيعة لتنفيذ إرادة الغانمين , وعندها تفقد الحياة قيمتها والإنسان دوره , وتنهار الأخلاق والتقاليد , ويتبعثر المجتمع , ويتحول الدين إلى عدوان على الدين.
وتلك معاناة بعض المجتمعات التي ضاع رشدها , وغاب عنها أن الذين يتسلطون عليها هم أعداؤها المارقون.
فإلى متى تبقى تلك الشعوب تحت مطرقة الفساد ولا من مغيث؟!!