18 ديسمبر، 2024 7:39 م

“والحرب يبعثها القوي تجبّرا…وينوء تحت بلائها الصعفاءُ”
الحروب إرادة ترابية ماضية في الخلق منذ الأزل , والسلام إرادة مثالية محلقة في فضاءات السراب!!
الحروب ديدن السلوك البشري , بل أنها السلوك السائد ما بين المخلوقات , ولا يوجد مخلوق مهما تضاءل أو تعاظم بحجمه بلا قتال وعدوان حتى على أبناء نوعه.
تلك حقيقة سلوكية تشمل البشر الذي تتنامى عدوانيته مع تزايد أعداده , وقد بلغ ذروة عددية غير مسبوقة , مما يعني أن العدوانية في أوجها , ولابد لها أن تنفجر لكي تستكين لبعض الوقت قبل أن تتأجج من جديد.
وعليه فأن البشرية مهما حاولت المراوغة فأنها يحب أن تواجه مصيرها المحتوم , وتدخل في حرب طاحنة مروعة تعيد المشاعر العدوانية إلى مستويات يمكنها أن تتعايش لحين.
وهذه معادلة سلوكية فاعلة في المخلوقات , لا يمكن لعقل وحكمة وحلم وإرادة سياسية وأخلاقية أن تضبطها وتنتصر عليها , فإرادة التراب متسلطة على الموجودات الترابية الكيان , وأن النفوس ترابية الطباع , وكل شيئ سيعود إلى جوهره الترابي بلا خيار أو قدرة على تقرير المصير , فالموت هو السلطان , وقد يخطف المخلوقات فرادى أو بالجملة , وفي الواقع الأرضي المعاصر فالموت يطمح إلى الخطف المليوني الفتاك.
فالأوبئة لا تكفي للنيل من البشر كما يجب لوجود آليات مقاوتها , بينما البشر يمنلك قدرات تدميرية وسريعة قادرة على المحق المليوني في لحظات , وهذا ما ستسعى إليه إرادة التراب , ولن ينتهي الربع الأول من القرن الحادي والعشرين دون إندلاع ترسانة الويل العظيم , فعند كل قوة متأسدة ما يكفي لمحق معالم الحياة بأسرها!!
فهل أن القارعة على الأبواب!!
وهل من جواب يا أولي الألباب؟!!