البشرية عهدت الحروب عبر مسيرتها الطويلة , وكانت مقرونة بالنصر والهزيمة , وبعد أن تطورت أدوات الحروب , ما عادت هذه الثنائية صالحة للعمل.
فالحروب المعاصرة لا تربح فيها الأطراف المتحاربة , وتكون الخسائر فادحة على القوى المتصارعة.
فالحروب تقضي على أطرافها , ولكي تقضي على أية قوة أدخلها في حرب , فحروب القرن الحادي والعشرين ماحقة , ولن يربح فيها أحد.
هذه معادلة جديدة لم تستوعبها بعض المجتمعات , وتوهمت أن التفاعل العضلي يحقق لها ما تريد.
ومن الواضح أن الحرب مع أية قوة مهما كانت صغيرة أو كبيرة , تؤدي إلى أضرار فادحة للجانبين.
أنظروا حرب روسيا وأوكرانيا…وما يحصل في اليمن والسودان , وما يجري في المنطقة من تفاعلات حربية.
إنها ذات خسائر مشتركة ولا يوجد رابح حقيقي فيها.
ولهذا فالبشرية عليها أن تتعلم مهارات حل مشاكلها بلا حروب , لأنها ستسعى إلى نهايتها إن توهمت أن الحرب هي الحل.
فعالم القرن الحادي والعشرين غير عالم القرن العشرين.
فهل أدرك المغفلون قوانين العصر؟!!
“وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم…وما هو عنها بالحديث المرجم”!!
د-صادق السامرائي