كشف مؤخرا السيد مسعود البرزاني عن عدائه الشديد للعراق الوطن ولمكوناته المتآخية ، ولم يترك سبيلا إلا واتبعه من أجل إلحاق بالغ الضرر بالمصالح الوطنية العليا ، فقد عمل باستمرار ومنذ أمد بعيد على الانتقاص من السيادة ، وزرع الأحقاد والضغائن ، وتجزئة أرض الوطن ، وتشجيع نزعات الانفصال عنه ، وسرقة أموال الشعب العامة ، ، بل لم يتورع في آخر المطاف عن استخدام الورقة الطائفية البغيضة بأخس الأساليب وأبشع الصور .
لقد تجاوز السيد مسعود البرزاني كل الخطوط الحمر في الشراكة الوطنية والتعايش السلمي ، وقطع كل طرق العودة مما يدل على مدى يأسه وبؤسه ومقدار ما اختزنه من الكره للعراق الوطن الأم ، وليس أدل على ذلك من تصريحاته النارية ولغته العدائية ورغبته المتواصلة في التمرد والانفصال ، ولقد انسحب هذا السلوك المشين على حاشيته وأتباعه والمستفيدين منه ، فشاركوه بكل ذلك ، وربما أضافوا له مما ابتدعوه ، ونفذوا توجيهاته العلنية والسرية لهم بحذافيرها وزيادة .
لقد هاجم أتباع السيد مسعود البرزاني في الأيام الأخيرة عددا من السفارات العراقية في العواصم الأوربية ، وأنزلوا العلم الوطني وهو رمز عزة الوطن وسيادته ، ورفعوا علمهم الخاص ، ولم يكتفوا بذلك بل عاثوا فسادا ما أمكنهم ببنايات تلك السفارات ، وشوهوا جدرانها بكلماتهم العنصرية ، وقد تم كل ذلك بمساعدة حفنة من العاملين فيها من زمرتهم كانوا قد زرعوها في تلك السفارات من قبل ، وقد مارسوا تلك الاعتداءات على الرغم مما يتقاضونه من رواتب مجزية ويتمتعوا به من امتيازات كثيرة بموجب عملهم في وزارة الخارجية العراقية ، ولم يراعوا الجانب الوطني ولا الأخلاقي ، وتجاهلوا أن هذه السفارات وغيرها هي بنايات وطنية تخص العراقيين جميعا وفتحت في تلك العواصم لخدمة كل الجالية العراقية وتقديم أفضل الخدمات لها .
إن الأغلبية الساحقة من أبناء شعبنا الكردي الطيب تقف مع الشرعية والدستور ووحدة تراب الوطن ، وقد عبر عدد غير قليل من المثقفين الأكراد ممن يقيمون خارج حدود سلطة البرزاني وسطوته عن هذه المشاعر المخلصة في مجالسهم والصحافة المحلية بعد أن أمنوا على أنفسهم وعوائلهم ، وبالتأكيد هناك الكثير مثلهم في مناطقهم ولكنهم يخشون التصريح ، وعلينا جميعا أن نلحظ ذلك وننمي لديهم مشاعر المحبة والمصالح المشتركة لما فيه الخير لكل أبناء الشعب من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ، وليكن شعارنا ((إنما العراقيون أخوة)) .
لقد صار واضحا اليوم أن السيد مسعود البارزاني لعقدة في نفسه يحاول تدمير العراق ومؤسساته الحكومية بكل ما أوتي من قوة وحيلة ، ولذلك يجب الحذر منه ومن أتباعه المزروعين في مؤسسات الدولة الاتحادية ، وهو يدخرهم إلى أيام قادمة وأعمال إجرامية وخيانية كبيرة يعول عليها ، لذا أقترح :
1. تجميد أصحاب المناصب والرتب العالية في الجيش العراقي من أتباع البرزاني ، وتخييرهم بين البقاء مع الحكومة الاتحادية بعد نشر إعلان براءتهم العلنية من السيد مسعود البرزاني وأعوانه وأعماله ، وفي حالة اختيارهم البقاء ينسبون إلى دائرة خاصة في وزارة الدفاع مع استمرار جريان رواتبهم وتقديرهم لحين انجلاء الموقف ؛ وفي حالة اختيار القسم الآخر منهم السيد البرزاني وتأييدهم له يتم إعفاءهم بل فصلهم وترحيلهم إلى مناطقهم بكل احترام وسلامة .
2. ويسري مثل هذا الأمر على ذوي المناصب الخاصة في الوزارات كافة والمؤسسات التابعة لها وخاصة الوزارات السيادية كالخارجية والداخلية والمالية والتخطيط ، وكذلك الهيئات المستقلة إذ ليس من المعقول أن يظل أعداء العراق ووحدة أراضيه في مفاصل مهمة من الدولة تسهل لهم العبث والتخريب ، ويمنحون مقابل هذه الخيانة الرواتب الضخمة والامتيازات الخيالية في هذا الوقت العصيب .
إن الظروف الخطيرة والأوضاع المعقدة التي يمر بها العراق حاليا تستدعي الانتباه والتيقظ والحذر لأقصى حد ، فقد قيل الحرب خدعة ، وهي كذاك ، وعلينا إعادة كل الحسابات بدقة متناهية، واستعراض المواقف بعناية بالغة ، وليكن مقبولا لدينا حصول خطأ ما غير مقصود بسوء الظن بحق بضع أفراد لأنه أهون ألف مرة من نكسة تصيب الوطن – لا سمح الله – بحسن الظن المغلوط بأحد الأفراد والغفلة عنه !!