22 ديسمبر، 2024 5:48 م

الحرباوية من الحرباء وهي عاهة سلوكية واضحة , وتعني تلون السلوك البشري وفقا لتغير الظروف , وقد ظهر السلوك الحرباوي في العديد من الذين كانوا يتنعمون ويتكرمون , فما أن تغيرت الأحوال حتى صاروا من المظلومين , فخدعوا الآخرين ونالوا الإمتيازات من جديد.
هذه حالة سائدة في الواقع , وتدل على المعنى السطحي المترهل للنفوس وكيف أن البشر لا قيمة عنده إلا لأنانيته وذاته وما يغنمه ويستحوذ عليه , ويمكنه أن يطوّع مبادءه وما يراه ويتصوره ويؤمن به لخدمة نواياه الظاهرة والمطمورة.
ومن أبشع المسوغات هو الدين الذي يمكن إمتطاؤه وفقا لهوى البشر الطامع بشيئ ما , والطامح لإرضاء رغباته وما يحتويه من نوازع مكتومة.
وتجدنا أمام واقع هزيل يزدحم بالحرباويين الماهرين بسلوك النفاق , والذين يساهمون بالعدوان على البشرية جمعاء , بما يقومون به ويسعون إليه من تفاعلات وأهداف مخلة بشرف الحياة وقيمة الإنسانية , وهم الذين يتصدرون واجهة التحكم بمصير البلاد والعباد.
فما هي أخلاقهم؟!!
وما هي قيمهم ومبادؤهم؟!!
وما هو دورهم في الحياة؟!!
إنهم المروّجون لما يخدم مصالحهم ويملأ جيوبهم ويجعلهم من القاهرين للأبرياء , والمستحوذين على حقوقهم وممتلكاتهم وفقا لما يوظفونه من معطيات البغضاء النكراء.
كأنهم يحملون الحطب ويولعون النيران في دروب الناس ويمنعونهم من رؤية الطريق , الذي غنموه بنفاقهم وتبدلات أهوائهم ونزق رغباتهم الجامحة الصفراء , التي تريد كل شيئ في فمها الفاغر الذي لن يملأه حتى التراب.
تلك صورة في واقع أليم , ديست الأخلاق فيه بأحذية الفاسدين الذين دينهم هواهم ولو كره الكارهون!!
وأنهم في حرباويتهم يتمرغون , وما الله بغافل عما يفعلون , وستأتيهم الواقعة وهم لا يشعرون!!
ولكل حرباء بلاء!!