قصة قصيرة
الحب ليس حالة عابرة ولا قصة مجردة من المشاعر والاحاسيس فكل ما يقال عن الحب من حكايا لا تعبر عن المعاني الحقيقية لأن من عانى وجع الحب والعشق والغرام هو الوحيد الذي يستطيع ان يفسر ويحلل ما تعانيه الروح العاشقة من الم وحنين واشتياق هكذا يمكنني ان اضع تعريفا لهذه الحالة التي انتابتني وتغلغلت في كل تفاصيل حياتي وروحي وجسدي ؟
فلقد بدأت افقد التواصل مع كل شيء لأنني اعشق انثى فهي بعيدة عني ولا يمكن ان تكون لقاءاتنا معا كل عدة اشهر بمثابة الحل المناسب لما حصل بيننا من الالف الى الياء لأنني تعبت وبدأت اعاني من الارق والارهاق والتوتر واصبحت اعصابي مثل دخان سيجارتي تميل يمينا ويسارا دون ان اسيطر عليها ولا يتوقف ما اعانيه هنا فلقد اصبحت قيادتي لسيارتي الفارهة غير متوازنة ولا يمضي يوم دون ان اكون عرضة لحادث لأنني اشعر ان جسمي يرتعش ويداي ترتعشان واصابعي ترتعش بدأت افتح عدة علب سجائر في اليوم ومع ذلك يبقى التوتر والضغط العصبي يحتل ذاكرتي ؟
لم اعد كما كنت فطاقاتي تهدر بدون ان المس خطوطها والسبب يعود انني لا استطيع العيش هكذا بدون ان التقي بحبيبتي فحبها وعشقها جعلاني اسير روحها وجسدها ؟
لا اعرف ماذا يحصل لي ففي الصباح استفيق متأخرا واذهب للعمل متأخرا وزملائي يلاحظون هذا ويسألوني ماذا حصل لك لقد كنت من الاوائل الذين يصلون للعمل وتشع منه طاقة وعطاء بضحكته وابتسامته وتعليقاته
لا اعرف اصبحت علاقاتي مع اقرب المقربين لي من الاصدقاء والعائلة متشعبة تلفها علامات الاستفهام من تجاههم فهم بحاجة لتفسير لما يحصل لي والمشكلة انهم يعرفون ما اعانيه ولكنهم يقفون بلا حراك يتفرجون علي وانا انهار
لا اعرف كتاباتي اصبحت غريبة الاطوار فأنا اكرر معظم كلماتي عشرات المرات والسبب يعود انني بدأت افقد السيطرة على ما اكتبه
نسيت ان اعزف على الغيتار فلقد تجمدت اصابعي ولا استطيع ان اعزف على اوتاره مثل السابق
اصبحت غرفتي كمزبلة تراكمت فيها الاوراق والكتب والمجلات وكل شيء فكلما دخلت اليها محاولا ترتيبها اشعر باليأس لأنني فقدت تركيزي على كل شيء
اصبحت انسى الاشياء والامور من الابداع وما اصنعه منه
اصبحت لا اعرف اي موقع واي جريدة تنشر كتاباتي او لا تنشرها
اصبحت واجهة موبايلي ممتلئة بمكالمات لم يرد عليها لأنني قررت ان لا استعمل موبايلي الا في حالة واحدة وهي عندما اهاتف حبيبتي وترد علي ويصلني صوتها من بيروت وعندما تتصل بي كل صباح من بيروت لكي تقول لي ( كيفك اليوم حبيبي ( ….. ) اشتأتلك اكتير )
كل ما يحصل لي شيء طبيعي لأنني نسيت كل شيء واي شيء ولا يهمني شيء واي شيء لا يهمني ان سيارتي باهظة الثمن ولا يهمني ان بيتي يوجد في ارقى الاحياء السكنية ولا يهمني ما املك من ميراث عائلتي لا يهمني راتبي ومكافأتي واجر ساعاتي الاضافية في العمل لأنني نسيت كل شيء بعدما احببتها وعشقتها
فهي هدفي في الحياة وهي نهاية مشواري مع كل من احببتها وعشقتها ومارست الجنس معها انها المعجزة التي انتظرها انها من تملك المواصفات التي اريدها في الانثى لكي تشبع فؤادي وروحي وجسدي
انها هي التي رقصت معها احلى الرقصات في احلى الاماكن في ميرسين واسطنبول وازمير وانطاليا
العشاء برفقتها له طعم خاص
الحديث معها يجعلني اسير عينيها
روحها النقية تكمل شخصيتي المسلوبة مني
حضنها الدافيء ولادة جديدة لي في هذا العالم
صوتها حنين الشعر الذي اعشقه
رائحتها تجعلني اغرق في مشاعرها واحاسيسها
هكذا وصل الحال بي فأنا اعشقها بجنون ولا تمضي ثانية بل جزء من الثانية دون ان افكر فيها
انها حياتي وروحي وكياني الذي ابحث عن استقلال له من براثن جذور تأريخ العائلة
انها البيروتية التي وهبتني كل شيء بكل ود ومحبة وامتنان
انها المهرة الحوراء التي تكبح مخالب النمر الذي يسكن في احشائي