ما هو الحب سؤالا لطالما اقلق فوضى يومياتي واحيانا بث نوبات من الهيستيريا الغير مشخصة فكريا وفلسفيا الجواب لا يمكن كتابته بسطر او بسطرين من الحروف والكلمات لكنني وصلت في نهاية المطاف الى عدة اجوبة لا نهاية لها فبرغم ولعي وهوسي بالحب بكل انواعه حب الطفولة وحب الانسانية وحب الثورة وحب الوطن وحب المال وحب النساء وحب اقتناء ما قل وزنه وغلا ثمنه وحب السينما وحب النبيذ والويسكي وحب الشعر وحب الافلام الاباحية وحب الموسيقى وحب فنون الجنس وحركاته وفنونه واسراره …..
يبقى الحب بصورته التقليدية والكلاسيكية هاجس ذاكرتي وربما ذاكرة كل شاعر وشاعرة وكاتب وكاتبة مع مراعاة الاختلاف في وجهات النظر لكن كل انواع الحب تزول مع مرور الوقت والزمن وتبقى الذكرى فقط واحيانا النسيان يتكفل به وربما نحتفظ به في ادراج مكتبتنا او جدران بيتنا او خزائن عطورنا لكن حب الانثى والحبيبة والعشيقة لا يزول ولا يندثر مع الزمن والوقت …..
فحلاوة هذا النوع من الحب ان غير قابل للتبخر والنسيان ولا يمكن الاحتفاظ به سوى في مكان واحد في القلب …..
فبرغم معاناتي مع الحب حيث يعود له الفضل في تحطيم حياتي كرجل معاصر ومن ثم كشاعر ثائر ومن ثم كزوج فاشل فبسببه تألمت كثيرا ربما لأنني كنت انانيا او نرجسيا او خائنا او مزاجيا مع من كنت احبها …..
فحب الانثى والحبيبة والعشيقة هو …..
كموسيقى ياني وهي تعزف احلى الانغام والالحان
كثورة جيفارا ضد الظلم والطغيان
كأبتسامة الطفل عندما يمسك القمر بكفيه
كرواية رومانسية تنتهي بانتحار الحرية
كقصيدة اولها مقطع نزاري يتوسطه مقطع درويشي ينتهي بمقطع قاسمي
كعزف ساتي على البيانو في احدى مقطوعاته الثورية
كصورة كلوديا كاردينالي التي تسكن احشاء محفظتي
كضفاف شواطىء ميرسين وانطاليا واسطنبول في الليل وتحت شعاع الشمس وبين ثنايا اضواء الشموع
فحب الانثى والحبيبة والعشيقة مثل ….
التجاعيد التي تملأ ملامح صوفيا لورين كلما كبرت كلما ازدادت حلاوة ونقاءا وعذوبة
فليس للحب مكان او زمان او نغمة رنين او موعد على العشاء …..
الحب يأتي بين دوائر الفوضى التي تملأ اليوميات ولكي اكون اكثر صراحة ….. يومياتي
فالحب كالنبيذ يزيل كل شيء بأستثناء الحب
ربما عندما اشرب كأسا او كأسين من الويسكي اشعر ببعض الارتياح والهدوء فكريا وفلسفيا وانسى الكثير من الاشياء …..
مثلا
يوم ولادتي
يوم كتبت اول قصيدة
يوم اخترت الهروب حلا كي اواجه اول فشل عاطفي في حياتي …..
لا اعتقد انني استطيع ان اعد كم مرة فشلت في الحب وما بعده وما قبله …..
لكنني اعرف انني لا استطيع العيش بدون حب الانثى والحبيبة والعشيقة …..
لا استطيع ان احيا بدون هذا الثلاثي المرعب المفزع لفوضى يومياتي
لا استطيع ان انجو من الانتحار بدون ان ارتشف كأس النعومة والجمال والسحر منهن
لا استطيع ان اكون او لا اكون
فالقرار ليس في يدي
القرار في يد الحب ….. حبك انت او انت او انت
فهو
كالزهرة التي تتفتح من جديد في القلب والذاكرة والجسد
