هل نعرف أن الديمقراطية تعني الحرية الفردية بكافة معانيها وسلوكياتها وتفاعلاتها.
الحرية الشخصية للإنسان رجل وإمرأة ولا فرق فبما بينهما على الإطلاق.
فالمرأة لها حق الإختيار والتعبير عن مشاعرها وعواطفها ورغباتها والدخول في علاقة مع أي إنسان تجده يلبي ما في أعماقها من حاجات.
ولها الحق في الزواج أو عدمه وفي الطلاق.
المرأة في المجتمع الديمقراطي كيان إنساني حر لا يخضع لسلطة إنسان آخر , أيا كان عنوانه ودرجة الإرتباط به.
إنها حرة في كل شيئ!!
هل نعرف هذا؟!
أم أننا نحسب الديمقراطية وفقا لما نراه ونعتقده ونتصوره؟
فتجدنا نصدر قوانين لذبح الديمقراطية وبإسمها.
فالديمقراطية لا علاقة لها بما نرى ونعتقد ونلبس ونأكل ونشرب , وإنما علاقتها الوحيدة هي أن نعرف كيف نعيش مع الإنسان ونحترم كل ما يمت بصلة إليه.
وبما أن المرأة نصف المجتمع أو أكثر في بعض المجتمعات التي تقتل رجالها وشبابها , فأنها هي التي ستعبر عن السلوك الديمقراطي , ولا يحق للرجل ان يتدخل في ذلك , وإنما عليه أن يجد الوسيلة التي تؤهله للتوافق مع سلوكها.
وهذا سيتسبب في إضطراب سلوكي عند الرجال مما سيدفعهم إلى إجراءات دفاعية قمعية رادعة للمرأة.
أي أن الديمقراطية ستتسبب بزيادة الصراع ما بين الرجل والمرأة , وسيزداد عناء المرأة وكذلك مقاساة الرجل.
ولهذا فأن القول على أن الديمقراطية مجرد إتخابات إنما هو سلوك قاصر وجاهل.
إنها ثورة سلوكية أخلاقية شاملة تؤثر في أدق تفاصيل الحياة في المجتمع وترسم آليات التفكير والنظر والإدراك.
فالعقل اليمقراطي غير العقل الذي عهدناه في مجتمعاتنا , وكذلك النفس والروح والفكر والقلم والشعر والرسم والموسيقى , والطعام والشراب والملبس والمظهر والشارع والبيت والمدينة , فكلها يجب أن تتغير وتتأهل للديمقراطية.
وبغير ذلك , تتحول الديمقراطية إلى مصدر للكراهية والعداء والبغضاء وميادين لإراقة الدماء.
فهل لدينا القدرة النفسية والأخلاقية التي تجعلنا نتقبل المرأة على أنها إنسان حر, لها خياراتها وقراراتها ورغباتها وحقوقها في كل شيئ؟
وهل أن الرجل الشرقي يؤمن حقا بأنه والمرأة سواء بسواء في كل شيئ؟
وهل سيتقبل الحديث مع إبنه وأخته وزوجته في مواضيع قد عهدها حراما وممنوعا وكفرا وغير ذلك؟
وهل سيتحمل أن يرى الفتاة الحرة تتفاعل مع الفتى الحر أمامه ولا يغضب؟
إن الديمقراطية تعبير عن الحب والمحبة والإحترام , وعندما لا نستطيع أن نستوعب ذلك , فعلينا أن لا نتحدث عنها!!!
فهل عندنا ديمقراطية أم… “دي…مقراطية”؟!!